اليوم 71

العجب المبهر

الكتاب المقدس المَزاميرُ 32:‏1 , 5
العهد الجديد مَرقُسَ 15:‏33-‏34 , 39-37
العهد القديم اللاويّينَ 23:‏28

المقدمة

أخبرنا الأسقف ساندي ميلر Sandy Millar عن وقت كان يمشي فيه على الشاطئ ولاحظ كيف تشكل الرمل على شكل آثار خطوات من ساروا عليه أمامه. في الصباح التالي كانت آثار الخطوات كلها قد محاها البحر. وشعر أن يسوع يقول له، "هذه صورة عن الغفران".يشبه غفران يسوع المسيح وكأنه محو للسجل الذي يضم كل أمور حياتنا الرديئة تماما وإذ به قد صار نظيفا.

الغفران ليس بالأمر اليسير. كلنا نعرف كم هو صعب أن نغفر للآخرين. لكن، غالبا ما نفترض أن الغفران من الله هو أمر شبه تلقائي. قالت الإمبراطورة كاثرين الكبيرة إمبراطورة روسيا (1729- 1796)، وهي على فراش موتها، "سأحكم بطريقة أوتوقراطية (مستبدة)، هذا هو عملي. أما الرب الصالح فسيغفر لي: هذا هو عمله".

نرى في فقرات اليوم الكلفة الغالية جدا والبركة الضخمة لغفران الله. وكما أشار ب. ت. فورسيثP.T. Forsyth، أولا، علينا أن نعرف "اليأس من الشعور بالذنب". عندها يمكننا أن نقدر "عجب الغفران المبهر".

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 32:‏1 , 5

1 طوبَى للّذي غُفِرَ إثمُهُ وسُتِرَتْ خَطيَّتُهُ.
5 أعتَرِفُ لكَ بخَطيَّتي ولا أكتُمُ إثمي. قُلتُ: «أعتَرِفُ للرَّبِّ بذَنبي» وأنتَ رَفَعتَ أثامَ خَطيَّتي. سِلاهْ.

تعليق

اختبر راحة الغفران

هل سبق لك أن وجدت الغفران للآخرين صعباً، أو حتى أن تغفر لنفسك شيئا فعلته؟ المفتاح لتغفر للآخرين ولنفسك هو، معرفة كم غفر لك الله. فالذين غُفر لهم يغفرون.

كما أشار سي. س. لويس، "أن تكون مسيحيا يعني أن تغفر ما ليس له عذر لأن الله قد غفر ما ليس له عذر فيك". وعند الحديث عن غفراننا لأنفسنا، كتب يقول، "إن كان الله يغفر لنا فينبغي أن نغفر لأنفسنا. وإلا، يكون هذا تقريبا كما لو كنا أقمنا أنفسنا قضاة أعلى منه".

من خلال يسوع، جعل الله الغفران التام متاحا لك ولي.في هذا المزمور، نرى الفرق الهائل الذي يصنعه غفران الله.

عتق من يد الدينونة

يصف داود العذاب الروحي في ألا تنال الغفران: "لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ" (ع3-4)

الشفافية مع الله

الطريق للغفران هو ببساطة أن تأتي للرب بدون أي قناع أو تظاهر: "أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي" (ع5)

بداية جديدة

يصف داود البركة العظيمة في معرفة أنه قد غفر لك: "طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ" (ع1-2).

تخيل أنه في دفاتر يومياتنا تم تسجيل، ليس فقط مواعيدنا ومقابلاتنا، بل وأيضا خطايانا. تعطينا أول آيتين من هذا المزمور ثلاث صور عما يفعله الله مع خطايانا. أولا، "لاَ يَحْسِبُ الرَّبُّ خَطِيَّةً" ضدك (ع2). إنه يتصرف كما لو كانت خطاياك غير موجودة.

ثانيا، لقد "سترت" (ع1). الأمر كما لو كان الله يُخرج قلم التصحيح "الكوريكتور" السماوي الخاص به ويغطي العناصر الخاطئة الموجودة في دفتر يومياتك: "لقد صارت لائحتك نظيفة" (ع1، الرسالة). ثالثا، لقد "غُفرت" (ع1أ)حرفيا تعني تلك الكلمة "أزيلت" أو "أخذت بعيدا". لقد تم اقتلاع وتدمير الصفحات المتعلقة بخطاياك. "لقد حصلت على بداية جديدة" (ع1، الرسالة).

يقتبس الرسول بولس هذا المزمور كدليل على أنه من خلال موت يسوع لأجلك، يضع الله في رصيدك البر بالإيمان وأن الغفران ليس شيئا يمكنك أن تكسبه بالأعمال الحسنة (أنظر رو6:4-8). من خلال الصليب، يستردك الله لعلاقة صحيحة معه. لذلك يمكنك أن تصلي له (مز6:32أ). فيصبح "ستر لك" (ع7أ). إنه يحميك من الضيق (ع7ب). ويرشدك (ع8) وتحيط بك "الرحمة" (ع10).

لا يتم اكتساب هذا بالأعمال الجيدة. بل تأتي للشخص الذي يثق في الله بالإيمان (ع10). يبين الفهم الصحيح للعهد القديم أن الطريق إلى الغفران هو التوبة والإيمان.

ليس الغفران سببا حتى تخطيء لكنه حافر على ألا تخطيء. نريد أن نبقى على طرق الله. وهو يعد أنه سيرشدك: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ" (ع8).

لا يريدك أن تكون صعب الانقياد مثل الحصان أو البغل الذي ينبغي التحكم فيه بالشكيمة واللجام (ع9) لكنه يريدك أن تتجنب ألم مقاومة الروح القدس. إن اتبعت تلقين الروح القدس ستتجنب الألم غير الضروري. إنه يريدك أن تسمع صوته يوميا، وأن تنصت لتعليماته، وأن تسير في طرقه وأن تثق في محبته.

صلاة

يا رب أشكرك، لأنك مت لأجلي على الصليب لكي ما يمكنني أن أذوق راحة الغفران. أنا آسف من أجل الأمور التي فعلتها خطأ في حياتي... من فضلك اغفر لي.

العهد الجديد

مَرقُسَ 15:‏33-‏34 , 39-37

33 ولَمّا كانتِ السّاعَةُ السّادِسَةُ، كانتْ ظُلمَةٌ علَى الأرضِ كُلِّها إلَى السّاعَةِ التّاسِعَةِ.
34 وفي السّاعَةِ التّاسِعَةِ صَرَخَ يَسوعُ بصوتٍ عظيمٍ قائلًا: «إلوي، إلوي، لَما شَبَقتَني؟». الّذي تفسيرُهُ: إلهي، إلهي، لماذا ترَكتَني؟
35 فقالَ قَوْمٌ مِنَ الحاضِرينَ لَمّا سمِعوا: «هوذا يُنادي إيليّا».
36 فرَكَضَ واحِدٌ ومَلأَ إسفِنجَةً خَلًّا وجَعَلها علَى قَصَبَةٍ وسَقاهُ قائلًا: «اترُكوا. لنَرَ هل يأتي إيليّا ليُنزِلهُ!».
37 فصَرَخَ يَسوعُ بصوتٍ عظيمٍ وأسلَمَ الرّوحَ.
38 وانشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ إلَى اثنَينِ، مِنْ فوقُ إلَى أسفَلُ.
39 ولَمّا رأى قائدُ المِئَةِ الواقِفُ مُقابِلهُ أنَّهُ صَرَخَ هكذا وأسلَمَ الرّوحَ، قالَ: «حَقًّا كانَ هذا الإنسانُ ابنَ اللهِ!»

تعليق

اشكر يسوع من أجل أنه دفع ثمن الغفران

خذ وقتا اليوم لتشكر يسوع على موته لأجلك. لقد دفع يسوع ثمنا غاليا جدا لنحصل على الغفران. الغفران ليس سهلا، لكن يسوع جعله ممكنا.

مات يسوع على الصليب لأجلك

أحيانا يقترح الناس أن يسوع لم يمت حقا على الصليب لكنه شفي وعاد لوعيه في المقبرة الباردة.

لكن، بيلاطس تحقق من أنه كان بالفعل "ميتا" (ع44أ). أكد قائد المئة الذي أشرف على عملية الصلب أن يسوع قد مات بالفعل. كان الجنود الرومان خبراء في إنجاز مهمة الصلب. كما أن قائد المئة كان هو نفسه ليواجه عقوبة حادة إن ترك سجينا حيا يذهب.

يوسف الرامي "أَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ" (ع46). كان يوسف سيلاحظ إن كان يسوع ما يزال حيا ويتنفس. ما كان ليدفن يسوع وهو حي.

كان يسوع "متروكا من الله" بسبب خطاياك

"كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا" (ع33). صرخ يسوع، "إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟" (ع34أ). احتفظ مرقس بالكلمات الآرامية الأصلية ليسوع، والتي تعني، "إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (ع34ب). وكما رأينا في دراستنا من قبل، هذا اقتباس من مز22، والذي ينتهي بنصر عظيم (أنظر اليوم 46).

فتح يسوع الطريق للغفران وجهز مدخلا إلى محضر الله

تمزق حجاب الهيكل (أنظر في فقرة العهد القديم لليوم، لا3:24)، - والذي كان ما يفصل الناس عن محضر الله- إلى اثنين بصورة غير طبيعية على يد الله من فوق لأسفل. لقد كان ارتفاعها 60 قدم (18 مترا) وكانت على الأقل بسمك بوصة. تؤكد حقيقة كونها تمزقت من فوق لأسفل (حيث لم يكن باستطاعة الناس بلوغها) لقد كان الله هو من جعلها تتمزق.

وكان هذا رمزا لحقيقة أنه من خلال موت يسوع أعطي لك إمكانية الدخول إلى الله، لأنه قد غفرت خطاياك. يحسب لك الله البر ويسمح لك ولي بالامتياز الهائل المتمثل في العلاقة الحميمة معه.

صلاة

أشكرك يا رب يسوع لأنك "أحببتني وأسلمت نفسك لأجلي" (غل20:2). أشكرك لأنه يمكنني الآن أن أدخل محضر الله بجرأة وثقة باسمك.

العهد القديم

اللاويّينَ 23:‏28

28 عَمَلًا مّا لا تعمَلوا في هذا اليومِ عَينِهِ، لأنَّهُ يومُ كفّارَةٍ للتَّكفيرِ عنكُمْ أمامَ الرَّبِّ إلهِكُمْ.

تعليق

افهم أن الغفران لا نكتسبه نحن بل يكتسب لأجلنا

نرى في العهد القديم كيف كانت تؤخذ الخطية بجدية شديدة. إنها ليست مسألة تافهة. والغفران لا ينبغي أخذه على أنه مفروغ منه.

تطلبت العدالة نوعا من التسوية: "نفسا بنفس" (18:24)؛ "كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ" (ع20). لم يقصد هذا أبدا للعلاقات الشخصية بل للمحاكم الشرعية لمنع تصعيد حدة العنف.

لقد بينت العدالة الحاجة لملاءمة العقاب للخطية (وبالصدفة، كانت شريعة التجديف، ع10-16، هي التي أدين بها يسوع وعوقب بالموت كما رأينا في مر64:14).

مرة أخرى، نرى في هذه الفقرة ظل موت يسوع. يتطلب غفران الخطايا ذبيحة، وهي تتطلب وجود حمل. وينبغي أن يكون الحمل كاملا، "بلا عيب" (لا12:23).

وكما راينا سابقا (يوم43 ويوم 66)، يصف ق. بولس يسوع أنه "فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا" (1كو7:5).

لا يمكننا أن نكسب الغفران باستحقاقنا. في يوم الكفارة، "أَنَّهُ يَوْمُ كَفَّارَةٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْكُمْ" (لا28:23). لم تصنع أنت الكفارة بل صُنعت هي لأجلك. هذا هو التعليم الراديكالي والثوري لكل الكتاب المقدس. عندما تفهم كيف صار الغفران ممكنا من خلال يسوع، سيجعلك هذا تلهث من الانفعال ويغير بالتبعية حياتك بالتمام.

صلاة

أشكرك يا رب يسوع لأنك قد حررتني من كل شرائع العهد القديم هذه. أشكرك لأنك "حمل الله، الذي يحمل خطية العالم" (يو29:1). أشكرك لأنك صنعت الكفارة لأجلي. أشكرك من أجل عجب غفرانك المبهر الذي يغير حياتي وأبديتي.

تعليق من بيبا

مر40:15-41

عند هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ، عندما كان يسوع يهزم قوى الظلام، تخلّى عنه تلاميذه وكثير من أتباعه. لكن كانت النساء هناك عند الصليب. يا لها من شجاعة وولاء! في ثقافة كانت تتجاهل النساء تقريبا، منحهم يسوع سلطانا: "وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (مر41:15). يمكنك أن تشعر بحركة تحرير!

Thought for the Day

حينما تعلم بأنك حصلت على غفران كامل من الرب، عليك أن تغفر لآخرين، وتغفر لنفسك.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

C. S. Lewis, The Weight of Glory, (New York: Harper Collins, 2001; Originally published 1949) p.158 C.S. Lewis, Collected Letters of C.S. Lewis, (Zondervan, 2007) p.1591 P.T. Forsyth (1848–1921) Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more