اليوم 139

أرض نفسك

الكتاب المقدس المَزاميرُ 63:‏1-‏11
العهد الجديد يوحَنا 10:‏22-‏42
العهد القديم صَموئيلَ الأوَّلُ 1:‏1-‏2:‏26

المقدمة

كان بيرنهارد لانجر واحد من أفضل لاعبي الجولف في جيله، فقد ربح مرتين جائزة المحترفين في الولايات المتحدة وتصدر بطولة العالم في عام 1986. قال، "لقد ربحت سبعة بطولات في خمسة قارات مختلفة؛ كنت رقم واحد على مستوى العالم وكانت لدي زوجة شابة جميلة. لكن كان هناك شيء أفتقده.

"نمط الحياة التي نحياها كلنا (خاصة نحن كرجال رياضيون) – يدور كله حول المال ومن تكون ومن تعرف وماذا لديك وهذه الأشياء ليست هي بحق الأمور الأهم. أعتقد أن الناس الذين لديهم هذه الأشياء، يدركون أن ... هناك شيء يفتقدونه في حياتهم وأعتقد إنه يسوع المسيح".

يعد الفراغ الروحي الذي يصفه بيرنهارد لانجر أمر شائع في كل البشرية. قالت لي شابة إنها شعرت بوجود "قطعة مفقودة في نفسها". أنت لست مجرد جسد وعقل فقط. أنت نفس خلقت لعلاقة مع الله. فكيف تشبع وترضي نفسك إذن؟

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 63:‏1-‏11

المَزمورُ الثّالِثُ والسِّتّونَ

مَزمورٌ لداوُدَ لَمّا كانَ في بَرّيَّةِ يَهوذا1صم22‏:5؛ 23‏:14‏-16

1 يا اللهُ، إلهي أنتَ. إلَيكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إلَيكَ نَفسي، يَشتاقُ إلَيكَ جَسَدي في أرضٍ ناشِفَةٍ ويابِسَةٍ بلا ماءٍ،
2 لكَيْ أُبصِرَ قوَّتَكَ ومَجدَكَ. كما قد رأيتُكَ في قُدسِكَ.
3 لأنَّ رَحمَتَكَ أفضَلُ مِنَ الحياةِ. شَفَتايَ تُسَبِّحانِكَ.
4 هكذا أُبارِكُكَ في حَياتي. باسمِكَ أرفَعُ يَدَيَّ.
5 كما مِنْ شَحمٍ ودَسَمٍ تشبَعُ نَفسي، وبشَفَتَيْ الِابتِهاجِ يُسَبِّحُكَ فمي.
6 إذا ذَكَرتُكَ علَى فِراشي، في السُّهدِ ألهَجُ بكَ،
7 لأنَّكَ كُنتَ عَوْنًا لي، وبظِلِّ جَناحَيكَ أبتَهِجُ.

8 اِلتَصَقَتْ نَفسي بكَ. يَمينُكَ تعضُدُني.
9 أمّا الّذينَ هُم للتَّهلُكَةِ يَطلُبونَ نَفسي، فيَدخُلونَ في أسافِلِ الأرضِ.
10 يُدفَعونَ إلَى يَدَيِ السَّيفِ. يكونونَ نَصيبًا لبَناتِ آوَى.
11 أمّا المَلِكُ فيَفرَحُ باللهِ. يَفتَخِرُ كُلُّ مَنْ يَحلِفُ بهِ، لأنَّ أفواهَ المُتَكلِّمينَ بالكَذِبِ تُسَدُّ.

تعليق

أطلب الله نهارا وليلا

"الطعام" الروحي هو شيء حقيقي مثله مثل الطعام المادي وهو يشبعنا بطريقة لا يمكن تحقيقها بفضل أي شيء مادي.

كان داود في الصحراء. عرف كيف يبدو الجوع والعطش المادي. لكنه عرف أيضا العطش الروحي: "عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ" (ع1). وقد عرف كيف يبدو إشباع جوعه الروحي: "كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي" (ع5أ).

إن جوعه وعطشه الروحي يشبعان إذ يعبد الله: "لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ. كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ" (ع2).

إنه يرفع يداه تعبيرا عن العبادة والتوقير والاستسلام. "لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ. هكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي. بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ" (ع3-4). يعد رفع الأيدي أقدم إيماءة تعبر عن الشخص المصلي. كما يكتب البابا إيمريتيوس بنيديكت، "إن هذه الحركة هي الصورة الأصلية للعبادة ... أن يفتح المرء نفسه على الله، ويسلم نفسه بالتمام له".

ماذا تفعل عندما تعجز عن النوم أو تكون لديك لحظات من الأرق في الليل؟ يقول داود إنه يسبح الله ويعبده، "إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي، فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ" (ع6).

وإذ يسكب قلبه في العبادة نهارا وليلا لله، يكتشف داود القوة والدعم. فيكتب قائلا، "لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ. اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي" (ع7-8).

يا رب، أطلب وجهك اليوم. أشكرك لأنك تشبع نفسي كما من شحم ودسم وتطفيء عطشي الروحي. أشكرك لأن رحمتك أفضل من الحياة.

العهد الجديد

يوحَنا 10:‏22-‏42

22 وكانَ عيدُ التَّجديدِ في أورُشَليمَ، وكانَ شِتاءٌ.
23 وكانَ يَسوعُ يتَمَشَّى في الهَيكلِ في رِواقِ سُلَيمانَ،
24 فاحتاطَ بهِ اليَهودُ وقالوا لهُ: «إلَى مَتَى تُعَلِّقُ أنفُسَنا؟ إنْ كُنتَ أنتَ المَسيحَ فقُلْ لنا جَهرًا».
25 أجابَهُمْ يَسوعُ: «إنّي قُلتُ لكُمْ ولَستُمْ تؤمِنونَ. الأعمالُ الّتي أنا أعمَلُها باسمِ أبي هي تشهَدُ لي.
26 ولكنكُمْ لَستُمْ تؤمِنونَ لأنَّكُمْ لَستُمْ مِنْ خِرافي، كما قُلتُ لكُمْ.
27 خِرافي تسمَعُ صوتي، وأنا أعرِفُها فتتبَعُني.
28 وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولَنْ تهلِكَ إلَى الأبدِ، ولا يَخطَفُها أحَدٌ مِنْ يَدي.
29 أبي الّذي أعطاني إيّاها هو أعظَمُ مِنَ الكُلِّ، ولا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخطَفَ مِنْ يَدِ أبي.
30 أنا والآبُ واحِدٌ».

31 فتناوَلَ اليَهودُ أيضًا حِجارَةً ليَرجُموهُ.
32 أجابَهُمْ يَسوعُ: «أعمالًا كثيرَةً حَسَنَةً أرَيتُكُمْ مِنْ عِندِ أبي. بسَبَبِ أيِّ عَمَلٍ مِنها ترجُمونَني؟».
33 أجابَهُ اليَهودُ قائلينَ: «لَسنا نَرجُمُكَ لأجلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بل لأجلِ تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تجعَلُ نَفسَكَ إلهًا».
34 أجابَهُمْ يَسوعُ: «أليس مَكتوبًا في ناموسِكُمْ: أنا قُلتُ إنَّكُمْ آلِهَةٌ؟
35 إنْ قالَ آلِهَةٌ لأولئكَ الّذينَ صارَتْ إليهِمْ كلِمَةُ اللهِ، ولا يُمكِنُ أنْ يُنقَضَ المَكتوبُ،
36 فالّذي قَدَّسَهُ الآبُ وأرسَلهُ إلَى العالَمِ، أتَقولونَ لهُ: إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنّي قُلتُ: إنّي ابنُ اللهِ؟
37 إنْ كُنتُ لَستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي.
38 ولكن إنْ كُنتُ أعمَلُ، فإنْ لَمْ تؤمِنوا بي فآمِنوا بالأعمالِ، لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ».

39 فطَلَبوا أيضًا أنْ يُمسِكوهُ فخرجَ مِنْ أيديهِمْ،
40 ومَضَى أيضًا إلَى عَبرِ الأُردُنِّ إلَى المَكانِ الّذي كانَ يوحَنا يُعَمِّدُ فيهِ أوَّلًا ومَكَثَ هناكَ.
41 فأتَى إليهِ كثيرونَ وقالوا: «إنَّ يوحَنا لَمْ يَفعَلْ آيَةً واحِدَةً، ولكن كُلُّ ما قالهُ يوحَنا عن هذا كانَ حَقًّا».
42 فآمَنَ كثيرونَ بهِ هناكَ.

تعليق

تواصل مع الله من خلال يسوع

كيف نتواصل أنت وأنا مع الله؟

التواصل مع يسوع هو التواصل معا الله. أولئك الذين تقابلوا مع يسوع أدركوا إنه كان يدعي إنه الله (ع33). عندما قال، "أنا والآب واحد" (ع30) و"أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (ع38)، لم يكن هناك غموض أو إلتباس في آذان من يسمعونه. وقد فهم خصومه هذا كتجديف – "فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا" (ع33) – والتقطوا حجارة ليرجموه (ع31-33).

تواصل يسوع مع تلاميذه وهو مستمر في التواصل معنا. اسمعه يقول، "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (ع27). هنا نرى علامات المسيحي الحقيقي:

  • الإيمان بيسوع

هناك تفريق في هذه الفقرة بين من "آمنوا بيسوع" (ع42) ومن "لم يؤمنوا" (ع25-26). الإيمان بيسوع يعني الإيمان به عندما يقول، "إني ابن الله" (ع36) وأن تضع ثقتك فيه.

  • معرفة يسوع

يقول يسوع، "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (ع27). أن تكون مسيحيا يعني أن تتعرف وتميز وتتبع صوت يسوع. هذا هو ما يحدد الشخص المسيحي – ليس المعرفة الواسعة عن يسوع، بل معرفته معرفة حقيقية. وهذا يتبعه الإعلان الرائع أن يسوع أيضا يعرفنا.

  • اتباع يسوع

يقول يسوع، "تتبعني" (ع27). هذا يؤثر على حياتك. كما قال يسوع في موضع آخر، "من ثمارهم تعرفونهم" (مت16:7، 20). وكتب يعقوب، "هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ" (يع17:2). الدليل الأول على الإيمان هو المحبة. من يتبعون يسوع سيتبعون مثال محبته.

يعد يسوع كل مسيحي حقيقي: "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً" (28:10). لا يعني هذا فقط كمية الحياة؛ بل ونوعيتها أيضا. يسوع يشبع جوعنا وعطشنا الروحي. في العلاقة مع يسوع نجد هذا الشبع العميق للنفس والذي لا يمكن الحصول عليه من أي مكان آخر.

يعد يسوع بأن تستمر هذه العلاقة معه إلى الأبد. إنها تبدأ الآن، لكنها "أبدية" (ع28). من يتبعون يسوع "لن يهلكوا" (ع28). إنها هبة "وأنا أعطيها حياة أبدية" (ع28). لا يمكن اكتسابها بالاستحقاق، ولا يمكن خسارتها بعد الحصول عليها. يعد يسوع، "وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي ... وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (ع28-29).

ربما تكون هناك صراعات وتجارب كثيرة بطول الطريق، لكن في النهاية تلتحم ذراع يسوع مع ذراع الآب لحمايتك. ربما يفقد المسيحي عمله، ماله، عائلته، حريته أو حتى حياته، لكن لا يمكنه أن يخسر حياته الأبدية.

أشكرك يا رب، لأنه يمكنني أن أسمع صوتك ويمكنني أن أعرفك ولأنك تعطيني حياة أبدية. أشكرك لأنك تعد بأنني لن أهلك أبدا وبأنه لا أحد يقدر أن يخطفني من يدك. أشكرك لأنني أجد في هذه العلاقة الشبع الآن وإلى الأبد.

العهد القديم

صَموئيلَ الأوَّلُ 1:‏1-‏2:‏26

حنة تُكرس صموئيل للرب

1 كانَ رَجُلٌ مِنْ رامَتايِمَ صوفيمَ مِنْ جَبَلِ أفرايِمَ اسمُهُ ألقانَةُ بنُ يَروحامَ بنِ أليهو بنِ توحوَ بنِ صوفٍ. هو أفرايِميٌّ.
2 ولهُ امرأتانِ، اسمُ الواحِدَةِ حَنَّةُ، واسمُ الأُخرَى فنِنَّةُ. وكانَ لفَنِنَّةَ أولادٌ، وأمّا حَنَّةُ فلَمْ يَكُنْ لها أولادٌ.
3 وكانَ هذا الرَّجُلُ يَصعَدُ مِنْ مَدينَتِهِ مِنْ سنَةٍ إلَى سنَةٍ ليَسجُدَ ويَذبَحَ لرَبِّ الجُنودِ في شيلوهَ. وكانَ هناكَ ابنا عالي: حُفني وفينَحاسُ، كاهِنا الرَّبِّ.
4 ولَمّا كانَ الوقتُ وذَبَحَ ألقانَةُ، أعطَى فنِنَّةَ امرأتَهُ وجميعَ بَنيها وبَناتِها أنصِبَةً.
5 وأمّا حَنَّةُ فأعطاها نَصيبَ اثنَينِ، لأنَّهُ كانَ يُحِبُّ حَنَّةَ. ولكن الرَّبَّ كانَ قد أغلَقَ رَحِمَها.
6 وكانتْ ضَرَّتُها تُغيظُها أيضًا غَيظًا لأجلِ المُراغَمَةِ، لأنَّ الرَّبَّ أغلَقَ رَحِمَها.
7 وهكذا صارَ سنَةً بَعدَ سنَةٍ، كُلَّما صَعِدَتْ إلَى بَيتِ الرَّبِّ، هكذا كانتْ تُغيظُها. فبَكَتْ ولَمْ تأكُلْ.
8 فقالَ لها ألقانَةُ رَجُلُها: «يا حَنَّةُ، لماذا تبكينَ؟ ولِماذا لا تأكُلينَ؟ ولِماذا يَكتَئبُ قَلبُكِ؟ أما أنا خَيرٌ لكِ مِنْ عَشرَةِ بَنينَ؟».

9 فقامَتْ حَنَّةُ بَعدَما أكلوا في شيلوهَ وبَعدَما شَرِبوا، وعالي الكاهِنُ جالِسٌ علَى الكُرسيِّ عِندَ قائمَةِ هَيكلِ الرَّبِّ،
10 وهي مُرَّةُ النَّفسِ. فصَلَّتْ إلَى الرَّبِّ، وبَكَتْ بُكاءً،
11 ونَذَرَتْ نَذرًا وقالَتْ: «يارَبَّ الجُنودِ، إنْ نَظَرتَ نَظَرًا إلَى مَذَلَّةِ أمَتِكَ، وذَكَرتَني ولَمْ تنسَ أمَتَكَ بل أعطَيتَ أمَتَكَ زَرعَ بَشَرٍ، فإنّي أُعطيهِ للرَّبِّ كُلَّ أيّامِ حَياتِهِ، ولا يَعلو رأسَهُ موسَى».
12 وكانَ إذ أكثَرَتِ الصَّلاةَ أمامَ الرَّبِّ وعالي يُلاحِظُ فاها.
13 فإنَّ حَنَّةَ كانتْ تتَكلَّمُ في قَلبِها، وشَفَتاها فقط تتَحَرَّكانِ، وصوتُها لَمْ يُسمَعْ، أنَّ عاليَ ظَنَّها سكرَى.
14 فقالَ لها عالي: «حتَّى مَتَى تسكَرينَ؟ انزِعي خمرَكِ عنكِ».
15 فأجابَتْ حَنَّةُ وقالَتْ: «لا يا سيِّدي. إنّي امرأةٌ حَزينَةُ الرّوحِ ولَمْ أشرَبْ خمرًا ولا مُسكِرًا، بل أسكُبُ نَفسي أمامَ الرَّبِّ.
16 لا تحسِبْ أمَتَكَ ابنَةَ بَليَّعالَ، لأنّي مِنْ كثرَةِ كُربَتي وغَيظي قد تكلَّمتُ إلَى الآنَ».
17 فأجابَ عالي وقالَ: «اذهَبي بسَلامٍ، وإلهُ إسرائيلَ يُعطيكِ سؤلكِ الّذي سألتِهِ مِنْ لَدُنهُ».
18 فقالَتْ: «لتَجِدْ جاريَتُكَ نِعمَةً في عَينَيكَ». ثُمَّ مَضَتِ المَرأةُ في طريقِها وأكلَتْ، ولَمْ يَكُنْ وجهُها بَعدُ مُغَيَّرًا.

19 وبَكَّروا في الصّباحِ وسَجَدوا أمامَ الرَّبِّ، ورَجَعوا وجاءوا إلَى بَيتِهِمْ في الرّامَةِ. وعَرَفَ ألقانَةُ امرأتَهُ حَنَّةَ، والرَّبُّ ذَكَرَها.
20 وكانَ في مَدارِ السَّنَةِ أنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وولَدَتِ ابنًا ودَعَتِ اسمَهُ صَموئيلَ قائلَةً: «لأنّي مِنَ الرَّبِّ سألتُهُ».
حنة تُكرس صموئيل للرب

21 وصَعِدَ الرَّجُلُ ألقانَةُ وجميعُ بَيتِهِ ليَذبَحَ للرَّبِّ الذَّبيحَةَ السَّنَويَّةَ، ونَذرَهُ.
22 ولكن حَنَّةَ لَمْ تصعَدْ لأنَّها قالَتْ لرَجُلِها: «مَتَى فُطِمَ الصَّبيُّ آتي بهِ ليَتَراءَى أمامَ الرَّبِّ ويُقيمَ هناكَ إلَى الأبدِ».
23 فقالَ لها ألقانَةُ رَجُلُها: «اعمَلي ما يَحسُنُ في عَينَيكِ. امكُثي حتَّى تفطِميهِ. إنَّما الرَّبُّ يُقيمُ كلامَهُ». فمَكَثَتِ المَرأةُ وأرضَعَتِ ابنَها حتَّى فطَمَتهُ.

24 ثُمَّ حينَ فطَمَتهُ أصعَدَتهُ معها بثَلاثَةِ ثيرانٍ وإيفَةِ دَقيقٍ وزِقِّ خمرٍ، وأتَتْ بهِ إلَى الرَّبِّ في شيلوهَ والصَّبيُّ صَغيرٌ.
25 فذَبَحوا الثَّوْرَ وجاءوا بالصَّبيِّ إلَى عالي.
26 وقالَتْ: «أسألُكَ يا سيِّدي. حَيَّةٌ هي نَفسُكَ يا سيِّدي، أنا المَرأةُ الّتي وقَفَتْ لَدَيكَ هنا تُصَلّي إلَى الرَّبِّ.
27 لأجلِ هذا الصَّبيِّ صَلَّيتُ فأعطانيَ الرَّبُّ سؤليَ الّذي سألتُهُ مِنْ لَدُنهُ.
28 وأنا أيضًا قد أعَرتُهُ للرَّبِّ. جميعَ أيّامِ حَياتِهِ هو عاريَّةٌ للرَّبِّ». وسَجَدَ هناكَ للرَّبِّ.

نبوءة ضد بيت عالي

1 فصَلَّتْ حَنَّةُ وقالَتْ: «فرِحَ قَلبي بالرَّبِّ. ارتَفَعَ قَرني بالرَّبِّ. اتَّسَعَ فمي علَى أعدائي، لأنّي قد ابتَهَجتُ بخَلاصِكَ.
2 ليس قُدّوسٌ مِثلَ الرَّبِّ، لأنَّهُ ليس غَيرَكَ، وليس صَخرَةٌ مِثلَ إلهِنا.
3 لا تُكَثِّروا الكلامَ العاليَ المُستَعليَ، ولتَبرَحْ وقاحَةٌ مِنْ أفواهِكُمْ. لأنَّ الرَّبَّ إلهٌ عَليمٌ، وبهِ توزَنُ الأعمالُ.
4 قِسيُّ الجَبابِرَةِ تحَطَّمَتْ، والضُّعَفاءُ تمَنطَقوا بالبأسِ.
5 الشَّباعَى آجَروا أنفُسَهُمْ بالخُبزِ، والجياعُ كفّوا. حتَّى أنَّ العاقِرَ ولَدَتْ سبعَةً، وكثيرَةَ البَنينَ ذَبُلَتْ.
6 الرَّبُّ يُميتُ ويُحيي. يُهبِطُ إلَى الهاويَةِ ويُصعِدُ.
7 الرَّبُّ يُفقِرُ ويُغني. يَضَعُ ويَرفَعُ.
8 يُقيمُ المِسكينَ مِنَ التُّرابِ. يَرفَعُ الفَقيرَ مِنَ المَزبَلَةِ للجُلوسِ مع الشُّرَفاءِ ويُمَلِّكُهُمْ كُرسيَّ المَجدِ. لأنَّ للرَّبِّ أعمِدَةَ الأرضِ، وقَدْ وضَعَ علَيها المَسكونَةَ.
9 أرجُلَ أتقيائهِ يَحرُسُ، والأشرارُ في الظَّلامِ يَصمُتونَ. لأنَّهُ ليس بالقوَّةِ يَغلِبُ إنسانٌ.
10 مُخاصِمو الرَّبِّ يَنكَسِرونَ. مِنَ السماءِ يُرعِدُ علَيهِمْ. الرَّبُّ يَدينُ أقاصيَ الأرضِ، ويُعطي عِزًّا لمَلِكِهِ، ويَرفَعُ قَرنَ مَسيحِهِ».

11 وذَهَبَ ألقانَةُ إلَى الرّامَةِ إلَى بَيتِهِ، وكانَ الصَّبيُّ يَخدِمُ الرَّبَّ أمامَ عالي الكاهِنِ.
أبناء عالي الأشرار

12 وكانَ بَنو عالي بَني بَليَّعالَ، لَمْ يَعرِفوا الرَّبَّ
13 ولا حَقَّ الكهنةِ مِنَ الشَّعبِ. كُلَّما ذَبَحَ رَجُلٌ ذَبيحَةً يَجيءُ غُلامُ الكاهِنِ عِندَ طَبخِ اللَّحمِ، ومِنشالٌ ذو ثَلاثَةِ أسنانٍ بيَدِهِ،
14 فيَضرِبُ في المِرحَضَةِ أو المِرجَلِ أو المِقلَى أو القِدرِ. كُلُّ ما يَصعَدُ بهِ المِنشَلُ يأخُذُهُ الكاهِنُ لنَفسِهِ. هكذا كانوا يَفعَلونَ بجميعِ إسرائيلَ الآتينَ إلَى هناكَ في شيلوهَ.
15 كذلكَ قَبلَ ما يُحرِقونَ الشَّحمَ يأتي غُلامُ الكاهِنِ ويقولُ للرَّجُلِ الذّابِحِ: «أعطِ لَحمًا ليُشوَى للكاهِنِ، فإنَّهُ لا يأخُذُ مِنكَ لَحمًا مَطبوخًا بل نَيئًا».
16 فيقولُ لهُ الرَّجُلُ: «ليُحرِقوا أوَّلًا الشَّحمَ، ثُمَّ خُذْ ما تشتَهيهِ نَفسُكَ». فيقولُ لهُ: «لا، بل الآنَ تُعطي وإلّا فآخُذُ غَصبًا».
17 فكانتْ خَطيَّةُ الغِلمانِ عظيمَةً جِدًّا أمامَ الرَّبِّ، لأنَّ النّاسَ استَهانوا بتقدِمَةِ الرَّبِّ.

18 وكانَ صَموئيلُ يَخدِمُ أمامَ الرَّبِّ وهو صَبيٌّ مُتَمَنطِقٌ بأفودٍ مِنْ كتّانٍ.
19 وعَمِلَتْ لهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغيرَةً وأصعَدَتها لهُ مِنْ سنَةٍ إلَى سنَةٍ عِندَ صُعودِها مع رَجُلِها لذَبحِ الذَّبيحَةِ السَّنَويَّةِ.
20 وبارَكَ عالي ألقانَةَ وامرأتَهُ وقالَ: «يَجعَلْ لكَ الرَّبُّ نَسلًا مِنْ هذِهِ المَرأةِ بَدَلَ العاريَّةِ الّتي أعارَتْ للرَّبِّ». وذَهَبا إلَى مَكانِهِما.
21 ولَمّا افتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وولَدَتْ ثَلاثَةَ بَنينَ وبنتَينِ. وكبُرَ الصَّبيُّ صَموئيلُ عِندَ الرَّبِّ.

22 وشاخَ عالي جِدًّا، وسَمِعَ بكُلِّ ما عَمِلهُ بَنوهُ بجميعِ إسرائيلَ وبأنَّهُمْ كانوا يُضاجِعونَ النِّساءَ المُجتَمِعاتِ في بابِ خَيمَةِ الِاجتِماعِ.
23 فقالَ لهُمْ: «لماذا تعمَلونَ مِثلَ هذِهِ الأُمورِ؟ لأنّي أسمَعُ بأُمورِكُمُ الخَبيثَةِ مِنْ جميعِ هذا الشَّعبِ.
24 لا يا بَنيَّ، لأنَّهُ ليس حَسَنًا الخَبَرُ الّذي أسمَعُ. تجعَلونَ شَعبَ الرَّبِّ يتَعَدّونَ.
25 إذا أخطأَ إنسانٌ إلَى إنسانٍ يَدينُهُ اللهُ. فإنْ أخطأَ إنسانٌ إلَى الرَّبِّ فمَنْ يُصَلّي مِنْ أجلِهِ؟» ولَمْ يَسمَعوا لصوتِ أبيهِمْ لأنَّ الرَّبَّ شاءَ أنْ يُميتَهُمْ.
26 وأمّا الصَّبيُّ صَموئيلُ فتزايَدَ نُموًّا وصَلاحًا لَدَى الرَّبِّ والنّاسِ أيضًا.
نبوءة ضد بيت عالي

تعليق

أسكب قلبك ونفسك لله

هل هناك شيء تريد الحصول عليه باستماتة من الله؟

تقريبا لا يمكن تجنب أن نشعر في أوقات معينة من حياتنا أننا "مري النفس" (10:1). لا تسمح أبدا أن تعض المرارة قلبك – لكن، مثل حنة، أسكب قلبك للرب. "وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً" (ع10).

لا شيء يريح أكثر من أن تسكب نفسك أمام الرب – أن تخبره ما هي مشاكلك، بدلا من أن تحملها على عاتقك – وأن تطلب منه الحل، ثم تنال سلام الله (في6:4-7).

أتت الراحة من انزعاجها قبل أن ترى حنة استجابة صلاتها في الواقع بوقت طويل.

هذه صورة جميلة لصلاة قلبية من عمق النفس. "وَكَانَ إِذْ أَكْثَرَتِ الصَّلاَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَعَالِي يُلاَحِظُ فَاهَا. فَإِنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تَتَكَلَّمُ فِي قَلْبِهَا" (ع12-13أ). اتهمها عالي بأنها سكرى. فأجابت، "لاَ يَا سَيِّدِي. إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ. لاَ تَحْسِبْ أَمَتَكَ ابْنَةَ بَلِيَّعَالَ، لأَنِّي مِنْ كَثْرَةِ كُرْبَتِي وَغَيْظِي قَدْ تَكَلَّمْتُ إِلَى الآنَ" (ع15-16).

فيخبرها عالي، "اذْهَبِي بِسَلاَمٍ، وَإِلهُ إِسْرَائِيلَ يُعْطِيكِ سُؤْلَكِ الَّذِي سَأَلْتِهِ مِنْ لَدُنْهُ" (ع17). وإذ غادرت لم يعد وجهها مكمدا: "ثُمَّ مَضَتِ الْمَرْأَةُ فِي طَرِيقِهَا وَأَكَلَتْ، وَلَمْ يَكُنْ وَجْهُهَا بَعْدُ مُغَيَّرًا" (ع18). فقد عرفت في عمق قلبها أن الله قد سمع صلاتها وحقا، "الرب ذكرها" (ع19). في الواقع، لقد فعل الله ما هو أكثر من الاستجابة. فهو لم يعطها فقط الطفل الذي تاقت إليه، بل لقد ولدت ستة أطفال (21:2).

وفي تلك الأثناء، "وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوًّا وَصَلاَحًا لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضًا" (ع26). وهذه هي الصلاة التي صليناها كثيرا جدا لأجل أطفالنا.

تعد صلاة حنة بعد ولادة صموئيل برهانا حيا عن رضا النفس الذي تختبره من خلال علاقتها مع الله. فهي تصلي وتشكر الله لأن "الجياع كفوا" (ع5).

الشيء المدهش في صلاة حنة هو أن مصدر فرحها الأسمى ليس طفلها، بل هو الرب. فهي تقول، "فرح قلبي بالرب" (ع1). إنه مصدر شبع النفس:

"ارتفع قرني بالرب ... الرب يحيي ... يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ" (ع1، 6، 8).

يا رب، أشكرك لأجل استجابات الصلاة الرائعة، التي تعطيها عندما أسكب نفسي أمامك. أشكرك لأنه أحيانا تستجيب لصلواتي بصورة رائعة وبارزة. لكن سواء نلت ما أصلي لأجله بالتحديد أو لا، فأنا أشكرك لأنك تعدني بأن تعطيني سلامك.

تعليق من بيبا

1صم1:1-26:2

لطالما قلقت بخصوص حنة وصموئيل. كان على حنة أن تتخلى عن ابنها. وكان على صموئيل أن يرحل ويعيش مع كاهن مسن وابنيه الشريرين – وهو وضع ليس مثالي من الناحية التربوية.

تساءلت كم من السنين ظلت حنة ترضع وتطعم صموئيل حتى فطم تماما. أتمنى أن يكون حتى العاشرة من عمره على الأقل! لكن، برغم حقيقة إنه لم يكن وضع تربوي مثالي – ربما لا يوجد الكثير من كرة القدم والألعاب العائلية – إلا إنه كبر مع الله، عارفا إياه ومتعلما كيف يسمع صوته.

إنه لشيء مريح أنه يمكن للأطفال أن يبلوا حسنا حتى ولو كانت تربيتنا بعيدة عن الكمال والمثالية.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • PSALM BIBLE
  • BIBLE COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more