كيف تصغي إلى الله
المقدمة
افترض أنك ذهبت للطبيب وقلت له، "أيها الطبيب، عندي الكثير من المشاكل: لقد لويت ركبتي ... وعيناي ملتهبتين ... وأصبعي متورم ... ولدي "التهابات في أوتار الكوع" ... وعندي ألم في الظهر ..." ثم، وبعدما قلت قائمة الشكاوى التي لديك، تنظر إلى ساعتك وتقول، "يا إلهي، لقد سرقني الوقت. حسنا، ينبغي أن أذهب". قد يريد الطبيب أن يقول، "تمهل لحظة، هل تريد سماع ما أريد أن أقول؟".
إن تكلمنا فقط مع الله ولم نأخذ وقتا لننصت، فإننا نفعل نفس الخطأ. إننا نقوم بكل الحديث ولا نصغي حقيقة إليه. في حين أن قصد علاقتنا بالله أن تكون محادثة بين طرفين. عندما أصلي، أجده أمرا نافعا أن أكتب الأفكار التي وردت إلى ذهني والتي قد تكون قد أتت من روح الله.
في عصر مشبع بوسائل الإعلام لدينا الكثير من الأصوات التي تأتينا من التلفاز والراديو والانترنت وتويتر وفيس بوك وانستجرام والبريد الإلكتروني والرسائل النصية. كما أن لدينا أصوات العائلة والأصدقاء والزملاء. وأحيانا يكون عندنا صوت الشيطان يخبرنا ألا نصدق كلمة الله وأن نشك في أن الله يحتفظ في قلبه بأفضل مصالحنا واهتماماتنا.
كيف تسمع صوت الله وسط ضوضاء وتشتيت الحياة؟
أمثالٌ 3:1-10
بركات الحكمة
1 يا ابني، لا تنسَ شَريعَتي، بل ليَحفَظْ قَلبُكَ وصايايَ.
2 فإنَّها تزيدُكَ طولَ أيّامٍ، وسِني حياةٍ وسَلامَةً.
3 لا تدَعِ الرَّحمَةَ والحَقَّ يترُكانِكَ. تقَلَّدهُما علَى عُنُقِكَ. اُكتُبهُما علَى لوحِ قَلبِكَ،
4 فتجِدَ نِعمَةً وفِطنَةً صالِحَةً في أعيُنِ اللهِ والنّاسِ.
5 توَكَّلْ علَى الرَّبِّ بكُلِّ قَلبِكَ، وعلَى فهمِكَ لا تعتَمِدْ.
6 في كُلِّ طُرُقِكَ اعرِفهُ، وهو يُقَوِّمُ سُبُلكَ.
7 لا تكُنْ حَكيمًا في عَينَيْ نَفسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وابعُدْ عن الشَّرِّ،
8 فيكونَ شِفاءً لسُرَّتِكَ، وسَقاءً لعِظامِكَ.
9 أكرِمِ الرَّبَّ مِنْ مالِكَ ومِنْ كُلِّ باكوراتِ غَلَّتِكَ،
10 فتمتَلِئَ خَزائنُكَ شِبعًا، وتَفيضَ مَعاصِرُكَ مِسطارًا.
تعليق
انصت لصوت الله في الكتاب المقدس
الطريقة الرئيسية التي يتكلم بها الله معنا هي ما قد تكلم به بالفعل في الكتاب المقدس – "تعاليمه" "ووصاياه" (ع1). بينما تقرأ الكتاب المقدس، صلِّ ليتكلم الله معك ولكي تسمع صوته.
"تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ" (ع5، 6).
حينما نتعلَّم آيات من الكتاب المقدس فإنها إحدى طرق التي يمكنك بها كتابة كلمة الله "على لوح قلبك" (ع3). تعلّمنا بيبا وأنا هذه الآيات في بداية زواجنا وحاولنا أن نحيا بها.
لتكن "المحبة والولاء" هما مرشداك
ينبغي أن يكون هذان هما المبدآن الإرشاديان في كل قرار نأخذه. ينبغي أن يتم ترسيخ "الرحمة والحق" (ع3، المحبة والولاء بحسب ترجمة الرسالة) عميقاً في قلوبنا. يعني الحق، مثلا، التكلم عن الآخرين كما لو كانوا موجودين. إننا نبني الثقة في أولئك الحاضرين بإخلاصنا لمن غابوا. إن عشت هكذا، يعدك الله بسمعة جيدة "في عيني الله وفي عيون الناس (ع4 الرسالة).
اجر إلى الله! اجر من الشر
علينا أن نثق في الله بدلا من أن نصبح متغطرسين وأن نظن أننا مهرة. ينبغي أن تقودنا مخافة الله، بمعنى الاحترام الصحي له، إلى " اجر إلى الله! اجر من الشر!" (ع7 الرسالة). يعد الله أنه "فَيَكُونَ شِفَاءً لِسُرَّتِكَ وَسَقَاءً لِعِظَامِكَ" (ع8). بكلمات أخرى، هناك صلة بين ما هو روحي وما هو مادي.
كن معطيا كريما
ما تفعله بأموالك هو أمر هام بالفعل. أعط لله "الأول والأفضل" (ع9 الرسالة) (أي، أول جزء من دخلك وليس الأخير). لقد وجدت أن هذا مبدأ غير عادي؛ أنه إذا قمت بعملية العطاء بصورة صحيحة، فستكتشف حقيقة الوعد الذي يقول أن الله سيسدد كل احتياجاتك، "فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبَعاً وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَاراً" (ع10).
صلاة
ساعدني يا رب ليس أن أقرأ كلماتك فحسب، بل وأن أتعلمها، وأحيا بها وأن أجلب لاسمك التكريم والمجد.
مَتَّى 16:21-17:13
يسوع يُنبئ بموته وقيامته
21 مِنْ ذلكَ الوقتِ ابتَدأَ يَسوعُ يُظهِرُ لتلاميذِهِ أنَّهُ يَنبَغي أنْ يَذهَبَ إلَى أورُشَليمَ ويَتألَّمَ كثيرًا مِنَ الشُّيوخِ
ورؤَساءِ الكهنةِ والكتبةِ، ويُقتَلَ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومَ.
22 فأخَذَهُ بُطرُسُ إليهِ وابتَدأَ يَنتَهِرُهُ قائلًا: «حاشاكَ يا رَبُّ! لا يكونُ لكَ هذا!».
23 فالتَفَتَ وقالَ لبُطرُسَ: «اذهَبْ عَنّي يا شَيطانُ! أنتَ مَعثَرَةٌ لي، لأنَّكَ لا تهتَمُّ بما للهِ لكن بما للنّاسِ».
24 حينَئذٍ قالَ يَسوعُ لتلاميذِهِ: «إنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يأتيَ ورائي فليُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعني،
25 فإنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نَفسَهُ يُهلِكُها، ومَنْ يُهلِكُ نَفسَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها.
26 لأنَّهُ ماذا يَنتَفِعُ الإنسانُ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفسَهُ؟ أو ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفسِهِ؟
27 فإنَّ ابنَ الإنسانِ سوفَ يأتي في مَجدِ أبيهِ مع مَلائكَتِهِ، وحينَئذٍ يُجازي كُلَّ واحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.
28 الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مِنَ القيامِ ههنا قَوْمًا لا يَذوقونَ الموتَ حتَّى يَرَوْا ابنَ الإنسانِ آتيًا في ملكوتِهِ».
التجلي
1 وبَعدَ سِتَّةِ أيّامٍ أخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنا أخاهُ وصَعِدَ بهِمْ إلَى جَبَلٍ عالٍ مُنفَرِدينَ.
2 وتَغَيَّرَتْ هَيئَتُهُ قُدّامَهُمْ، وأضاءَ وجهُهُ كالشَّمسِ، وصارَتْ ثيابُهُ بَيضاءَ كالنّورِ.
3 وإذا موسَى وإيليّا قد ظَهَرا لهُمْ يتَكلَّمانِ معهُ.
4 فجَعَلَ بُطرُسُ يقولُ ليَسوعَ: «يا رَبُّ، جَيِّدٌ أنْ نَكونَ ههنا! فإنْ شِئتَ نَصنَعْ هنا ثَلاثَ مَظالَّ: لكَ واحِدَةٌ، ولِموسَى واحِدَةٌ، ولإيليّا واحِدَةٌ».
5 وفيما هو يتَكلَّمُ إذا سحابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتهُمْ، وصوتٌ مِنَ السَّحابَةِ قائلًا: «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ. لهُ اسمَعوا».
6 ولَمّا سمِعَ التلاميذُ سقَطوا علَى وُجوهِهِمْ وخافوا جِدًّا.
7 فجاءَ يَسوعُ ولَمَسَهُمْ وقالَ: «قوموا، ولا تخافوا».
8 فرَفَعوا أعيُنَهُمْ ولَمْ يَرَوْا أحَدًا إلّا يَسوعَ وحدَهُ.
9 وفيما هُم نازِلونَ مِنَ الجَبَلِ أوصاهُمْ يَسوعُ قائلًا: «لا تُعلِموا أحَدًا بما رأيتُمْ حتَّى يَقومَ ابنُ الإنسانِ مِنَ الأمواتِ».
10 وسألهُ تلاميذُهُ قائلينَ: «فلماذا يقولُ الكتبةُ: إنَّ إيليّا يَنبَغي أنْ يأتيَ أوَّلًا؟».
11 فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: «إنَّ إيليّا يأتي أوَّلًا ويَرُدُّ كُلَّ شَيءٍ.
12 ولكني أقولُ لكُمْ: إنَّ إيليّا قد جاءَ ولَمْ يَعرِفوهُ، بل عَمِلوا بهِ كُلَّ ما أرادوا. كذلكَ ابنُ الإنسانِ أيضًا سوفَ يتألَّمُ مِنهُمْ».
13 حينَئذٍ فهِمَ التلاميذُ أنَّهُ قالَ لهُمْ عن يوحَنا المَعمَدانِ.
تعليق
أنصت لله من خلال كلمات يسوع
كلمات يسوع هي كلمات الله. يقول الله، "له اسمعوا" (5:17). عندما تقرأ كلمات يسوع وتأخذها لقلبك، فأنت تنصت لله.
يحذر يسوع تلاميذه حتى يتوقعوا الهجوم عليهم. لن نتمكن من تجنب النقد أبدا (21:16). يتكلم يسوع لتلاميذه مرتين في هذه الفقرة بخصوص الألم الذي سيختبره – مفسرا لهم الصليب والقيامة (21:16، 9:17-12).
لكن، بدلا من الإنصات ليسوع، يتجادل معه بطرس (22:16). كان توبيخ يسوع لبطرس ذا أهمية عميقة. في كل قرار هام نأخذه، ينبغي أن نسأل أنفسنا عما إذا كان في ذهننا اهتمامات الله أم اهتمامات إنسانية (ع23). ما يقوله يسوع لبطرس هو قلب مأموريته من حيث كونها لها مضامين ضخمة بالنسبة لكل تابعيه (ع24-28).
علينا ألا نطلب حياة الراحة والأمان. قال يسوع لتلاميذه، "كل من ينوي المجيء معي عليه أن يدعني أنا أقود. أنت لست في مقعد السائق؛ بل أنا. لا تهرب من الألم؛ بل اقبله. اتبعني وسأريك كيف. مساعدة الذات ليست مساعدة على الإطلاق. التضحية بالنفس هي الطريق، طريقي أنا، لتجد نفسك، نفسك الحقيقية. ما نوع الصفقة التي فيها تحصل على كل ما تريد ولكن تفقد نفسك؟ ماذا يمكن أن تبادل نفسك به؟" (ع24-26، الرسالة).
يتضمن اتباع يسوع إنكار نفسك، حاملا صليبك تابعا إياه (ع24). هذا هو طريق العثور على الحياة في كل ملئها.
الثروة، من جانب معين، هي أمر لا معنى له. المقياس الحقيقي لثروتك هو ماذا سيكون استحقاقك لو خسرت كل مالك. الهدف في الحياة هو أكثر أهمية بكثير من الممتلكات. كل أموال العالم، كل النجاح الموجود في العالم، كل الشهرة التي في العالم، كل السلطة التي في العالم ليست بشيء إن خسرت نفسك (ع26) وفاتك ما تدور حوله الحياة.
من ناحية أخرى، إن تبعت يسوع وسلمت حياتك له، فستكون قد وجدت هدف الحياة ذاته. كلمات يسوع قوية جدا. لم يكن هناك وقت سبق وكان أن "تسمع له" أكثر أهمية من الآن!
أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا إلى أعلى جبل عال. تغير منظر يسوع أمام عيونهم مباشرة. "وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ" (1:17- 3). وسمعوا الله يقول، "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا" (ع5).
بينما تكلم موسى وإيليا مع يسوع، هكذا يمكنك أنت أيضا أن تحيا حياة "الحديث مع يسوع". أنت أيضا يمكنك أن تعرف حضور يسوع في حياتك. من خلال قراءة كلماته والتأمل فيها، يمكنك أن تختبر الحديث مع يسوع من خلال الروح القدس.
يمكنك، من جانب معين، أن تتطلع إلى وجهه، الذي يضيء "مثل الشمس" (ع2). يمكنك أن تسقط متعبدا (ع6). يمكن أن يكون شعورك كما لو كان يسوع يلمسك حقيقة ويقول لك "لا تخف" (ع7). وتوجد أوقات عندما تتطلع وترى لا أحد "إلا يسوع وحده" (ع8).
صلاة
أشكرك يا رب لأنك تتكلم معي وتدعوني لأن أتبعك. أشكرك لأنه حينما أفقد حياتي لأجلك، أجدها. ساعدني لكي أنصت لصوتك.
التَّكوينُ 47:13-48:22
13 ولَمْ يَكُنْ خُبزٌ في كُلِّ الأرضِ، لأنَّ الجوعَ كانَ شَديدًا جِدًّا. فخَوَّرَتْ أرضُ مِصرَ وأرضُ كنعانَ مِنْ أجلِ الجوعِ.
14 فجَمَعَ يوسُفُ كُلَّ الفِضَّةِ المَوْجودَةِ في أرضِ مِصرَ وفي أرضِ كنعانَ بالقمحِ الّذي اشتَروا، وجاءَ يوسُفُ بالفِضَّةِ إلَى بَيتِ فِرعَوْنَ.
15 فلَمّا فرَغَتِ الفِضَّةُ مِنْ أرضِ مِصرَ ومِنْ أرضِ كنعانَ أتَى جميعُ المِصريّينَ إلَى يوسُفَ قائلينَ: «أعطِنا خُبزًا، فلماذا نَموتُ قُدّامَكَ؟ لأنْ ليس فِضَّةٌ أيضًا».
16 فقالَ يوسُفُ: «هاتوا مَواشيَكُمْ فأُعطيَكُمْ بمَواشيكُمْ، إنْ لَمْ يَكُنْ فِضَّةٌ أيضًا».
17 فجاءوا بمَواشيهِمْ إلَى يوسُفَ، فأعطاهُمْ يوسُفُ خُبزًا بالخَيلِ وبمَواشي الغَنَمِ والبَقَرِ وبالحَميرِ. فقاتَهُمْ بالخُبزِ تِلكَ السَّنَةَ بَدَلَ جميعِ مَواشيهِمْ.
18 ولَمّا تمَّتْ تِلكَ السَّنَةُ أتَوْا إليهِ في السَّنَةِ الثّانيَةِ وقالوا لهُ: «لا نُخفي عن سيِّدي أنَّهُ إذ قد فرَغَتِ الفِضَّةُ، ومَواشي البَهائمِ عِندَ سيِّدي، لَمْ يَبقَ قُدّامَ سيِّدي إلا أجسادُنا وأرضُنا.
19 لماذا نَموتُ أمامَ عَينَيكَ نَحنُ وأرضُنا جميعًا؟ اِشتَرِنا وأرضَنا بالخُبزِ، فنَصيرَ نَحنُ وأرضُنا عَبيدًا لفِرعَوْنَ، وأعطِ بذارًا لنَحيا ولا نَموتَ ولا تصيرَ أرضُنا قَفرًا».
20 فاشتَرَى يوسُفُ كُلَّ أرضِ مِصرَ لفِرعَوْنَ، إذ باعَ المِصريّونَ كُلُّ واحِدٍ حَقلهُ، لأنَّ الجوعَ اشتَدَّ علَيهِمْ. فصارَتِ الأرضُ لفِرعَوْنَ.
21 وأمّا الشَّعبُ فنَقَلهُمْ إلَى المُدُنِ مِنْ أقصَى حَدِّ مِصرَ إلَى أقصاهُ.
22 إلا إنَّ أرضَ الكهنةِ لَمْ يَشتَرِها، إذ كانتْ للكهنةِ فريضَةٌ مِنْ قِبَلِ فِرعَوْنَ، فأكلوا فريضَتَهُمُ الّتي أعطاهُمْ فِرعَوْنُ، لذلكَ لَمْ يَبيعوا أرضَهُمْ.
23 فقالَ يوسُفُ للشَّعبِ: «إنّي قد اشتَرَيتُكُمُ اليومَ وأرضَكُمْ لفِرعَوْنَ. هوذا لكُمْ بذارٌ فتزرَعونَ الأرضَ.
24 ويكونُ عِندَ الغَلَّةِ أنَّكُمْ تُعطونَ خُمسًا لفِرعَوْنَ، والأربَعَةُ الأجزاءُ تكونُ لكُمْ بذارًا للحَقلِ، وطَعامًا لكُمْ ولِمَنْ في بيوتِكُمْ، وطَعامًا لأولادِكُمْ».
25 فقالوا: «أحيَيتَنا. لَيتَنا نَجِدُ نِعمَةً في عَينَيْ سيِّدي فنَكونَ عَبيدًا لفِرعَوْنَ».
26 فجَعَلها يوسُفُ فرضًا علَى أرضِ مِصرَ إلَى هذا اليومِ: لفِرعَوْنَ الخُمسُ. إلا إنَّ أرضَ الكهنةِ وحدَهُمْ لَمْ تصِرْ لفِرعَوْنَ.
27 وسَكَنَ إسرائيلُ في أرضِ مِصرَ، في أرضِ جاسانَ، وتَمَلَّكوا فيها وأثمَروا وكثُروا جِدًّا.
28 وعاشَ يعقوبُ في أرضِ مِصرَ سبعَ عشَرَةَ سنَةً. فكانتْ أيّامُ يعقوبَ، سِنو حَياتِهِ مِئَةً وسَبعًا وأربَعينَ سنَةً.
29 ولَمّا قَرُبَتْ أيّامُ إسرائيلَ أنْ يَموتَ دَعا ابنَهُ يوسُفَ وقالَ لهُ: «إنْ كُنتُ قد وجَدتُ نِعمَةً في عَينَيكَ فضَعْ يَدَكَ تحتَ فخذي واصنَعْ مَعي مَعروفًا وأمانَةً: لا تدفِنّي في مِصرَ،
30 بل أضطَجِعُ مع آبائي، فتحمِلُني مِنْ مِصرَ وتَدفِنُني في مَقبَرَتِهِمْ». فقالَ: «أنا أفعَلُ بحَسَبِ قَوْلِكَ».
31 فقالَ: «احلِفْ لي». فحَلَفَ لهُ. فسجَدَ إسرائيلُ علَى رأسِ السَّريرِ.
منسى وأفرايم
1 وحَدَثَ بَعدَ هذِهِ الأُمورِ أنَّهُ قيلَ ليوسُفَ: «هوذا أبوكَ مَريضٌ». فأخَذَ معهُ ابنَيهِ مَنَسَّى وأفرايِمَ.
2 فأُخبِرَ يعقوبُ وقيلَ لهُ: «هوذا ابنُكَ يوسُفُ قادِمٌ إلَيكَ». فتشَدَّدَ إسرائيلُ وجَلَسَ علَى السَّريرِ.
3 وقالَ يعقوبُ ليوسُفَ: «اللهُ القادِرُ علَى كُلِّ شَيءٍ ظَهَرَ لي في لوزَ، في أرضِ كنعانَ، وبارَكَني.
4 وقالَ لي: ها أنا أجعَلُكَ مُثمِرًا وأُكَثِّرُكَ، وأجعَلُكَ جُمهورًا مِنَ الأُمَمِ، وأُعطي نَسلكَ هذِهِ الأرضَ مِنْ بَعدِكَ مُلكًا أبديًّا.
5 والآنَ ابناكَ المَوْلودانِ لكَ في أرضِ مِصرَ، قَبلَما أتَيتُ إلَيكَ إلَى مِصرَ هُما لي. أفرايِمُ ومَنَسَّى كرأوبَينَ وشِمعونَ يكونانِ لي.
6 وأمّا أولادُكَ الّذينَ تلِدُ بَعدَهُما فيكونونَ لكَ. علَى اسمِ أخَوَيهِمْ يُسَمَّوْنَ في نَصيبِهِمْ.
7 وأنا حينَ جِئتُ مِنْ فدّانَ ماتَتْ عِندي راحيلُ في أرضِ كنعانَ في الطريقِ، إذ بَقيَتْ مَسافَةٌ مِنَ الأرضِ حتَّى آتيَ إلَى أفراتَةَ، فدَفَنتُها هناكَ في طريقِ أفراتَةَ، الّتي هي بَيتُ لَحمٍ».
8 ورأى إسرائيلُ ابنَيْ يوسُفَ فقالَ: «مَنْ هذانِ؟».
9 فقالَ يوسُفُ لأبيهِ: «هُما ابنايَ اللَّذانِ أعطانيَ اللهُ ههنا». فقالَ: «قَدِّمهُما إلَيَّ لأُبارِكَهُما».
10 وأمّا عَينا إسرائيلَ فكانتا قد ثَقُلَتا مِنَ الشَّيخوخَةِ، لا يَقدِرُ أنْ يُبصِرَ، فقَرَّبَهُما إليهِ فقَبَّلهُما واحتَضَنَهُما.
11 وقالَ إسرائيلُ ليوسُفَ: «لَمْ أكُنْ أظُنُّ أنّي أرَى وجهَكَ، وهوذا اللهُ قد أراني نَسلكَ أيضًا».
12 ثُمَّ أخرَجَهُما يوسُفُ مِنْ بَينَ رُكبَتَيهِ وسَجَدَ أمامَ وجهِهِ إلَى الأرضِ.
13 وأخَذَ يوسُفُ الِاثنَينِ أفرايِمَ بيَمينِهِ عن يَسارِ إسرائيلَ، ومَنَسَّى بيَسارِهِ عن يَمينِ إسرائيلَ وقَرَّبَهُما إليهِ.
14 فمَدَّ إسرائيلُ يَمينَهُ ووضَعَها علَى رأسِ أفرايِمَ وهو الصَّغيرُ، ويَسارَهُ علَى رأسِ مَنَسَّى. وضَعَ يَدَيهِ بفِطنَةٍ فإنَّ مَنَسَّى كانَ البِكرَ.
15 وبارَكَ يوسُفَ وقالَ: «اللهُ الّذي سارَ أمامَهُ أبَوايَ إبراهيمُ وإسحاقُ، اللهُ الّذي رَعاني منذُ وُجودي إلَى هذا اليومِ،
16 المَلاكُ الّذي خَلَّصَني مِنْ كُلِّ شَرٍّ، يُبارِكُ الغُلامَينِ. وليُدعَ علَيهِما اسمي واسمُ أبَوَيَّ إبراهيمَ وإسحاقَ، وليَكثُرا كثيرًا في الأرضِ».
17 فلَمّا رأى يوسُفُ أنَّ أباهُ وضَعَ يَدَهُ اليُمنَى علَى رأسِ أفرايِمَ، ساءَ ذلكَ في عَينَيهِ، فأمسَكَ بيَدِ أبيهِ ليَنقُلها عن رأسِ أفرايِمَ إلَى رأسِ مَنَسَّى.
18 وقالَ يوسُفُ لأبيهِ: «ليس هكذا يا أبي، لأنَّ هذا هو البِكرُ. ضَعْ يَمينَكَ علَى رأسِهِ».
19 فأبَى أبوهُ وقالَ: «عَلِمتُ يا ابني، عَلِمتُ. هو أيضًا يكونُ شَعبًا، وهو أيضًا يَصيرُ كبيرًا. ولكن أخاهُ الصَّغيرَ يكونُ أكبَرَ مِنهُ، ونَسلُهُ يكونُ جُمهورًا مِنَ الأُمَمِ».
20 وبارَكَهُما في ذلكَ اليومِ قائلًا: «بكَ يُبارِكُ إسرائيلُ قائلًا: يَجعَلُكَ اللهُ كأفرايِمَ وكمَنَسَّى». فقَدَّمَ أفرايِمَ علَى مَنَسَّى.
21 وقالَ إسرائيلُ ليوسُفَ: «ها أنا أموتُ، ولكن اللهَ سيكونُ معكُمْ ويَرُدُّكُمْ إلَى أرضِ آبائكُمْ.
22 وأنا قد وهَبتُ لكَ سهمًا واحِدًا فوقَ إخوَتِكَ، أخَذتُهُ مِنْ يَدِ الأموريّينَ بسَيفي وقَوْسي».
تعليق
انصت إلى الله في كل حياتك
بينما وصل يعقوب لنهاية حياته ونظر إلى الماضي على كل بركات الله (بدلا من النظر على كل التجارب والصعوبات)، "فَسَجَدَ إسْرَائِيلُ عَلَى رَأسِ السَّرِيرِ" (31:47). لقد اعترف أن الله قد قاده خلال كل حياته. إنها صورة نابضة تثير الذكريات لشخص عاش حياته في علاقة وثيقة مع الله، منصتا له ولحكمته. وهو يتذكر كيف تكلم معه الله وأعطاه رؤية لحياته (3:48- 4). الآن يقدر أن يقول "اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي الَى هَذَا الْيَوْمِ" (ع15).
ميَّز يعقوب أيضا أن الله قد قاد ابنه يوسف بطريقة غير عادية. ولأن يوسف تعلم أن ينصت لله، كان قادرا أن يفسر حلم فرعون ونتيجة لهذا أنقذ حياة مصر كلها (25:47). وبينما اقتربت حياة يعقوب من النهاية بارك ابني يوسف، معبرا عن ثقته في وعد الله وبركاته من أجل المستقبل.
عندما يعلق كاتب العبرانيين على إيمان يعقوب، يركز على هذا الموقف: "بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ،وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ" (عب21:11). وعندما وصل لنهاية حياته، لم تتلاشى ثقته في الله. لقد وصل إلى النهاية بإيمان مزدهر.
ابق أمينا في سجودك وأنصت لله في كل حياتك. ثق في الله أنه يقود ويرشد الجيل التالي، إنهم أيضا سينصتون لصوت الراعي (انظر يو3:10-4).
صلاة
أشكرك يا رب لأنه في كل الطريق أرى من خلال الكتاب المقدس أهمية الإنصات لصوتك. أشكرك لأنك تعد أن تقودني وتتكلم معي. ساعدني لكي أنصت لك يوميا وفي كل حياتي.
تعليق من بيبا
"توكل على الرب بكل قلبك ... في كل طرقك اعرفه" (أم5:3-6). إنه أمر يتعلق بالقلب كله، "كل قلبك... كل طرقك" – التزام تام بالله. ربما أحتاج أن أفحص القليل من الأمور لأتأكد أنها باقية وستظل، في يد الله "بالتمام".
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.