ثلاثة أنواع من النصرة
المقدمة
كان يوس هنريكيز واحداً من ثلاثة وثلاثين عاملاً بالمناجم قد حوصروا على عمق 2300 قدم (حوالي 690 متر) تحت سطح الأرض عندما انهار جزء من منجم نحاس سان يوس شمال تشيلي. كان هذا في 5 أغسطس 2010. فشلت كل محاولات الإنقاذ لمدة سبعة عشر يوما. لم تكن هناك أي علامة لوجود حياة في منجم سان يوس. كان لدى العمال المحاصرين طعاما يكفي لثلاثة أيام والقليل من مياه الشرب. لقد واجهوا احتمال الوفاة من ألمِ الجوع.
قمت بعمل مقابلة شخصية مع يوس هنيركيز وزوجته بيانكا في كنيستنا ;. فأخبرني كيف صلوا لله طلباً لمعجزة. ووصف اللحظة، في 22 أغسطس، عندما اخترق حفارٌ النفق الذي حوصر فيه الرجال. فطرقوا على الحفار بعصي حديدية. وقاموا برش بعض الطلاء عليه. واحتضنوه فرحا. وأرسلوا الكثير من الرسائل عليه. بقيت منهم واحدة فقط على الحفار عندما عاد إلى السطح ثانية. كانت الرسالة تقول، "نحن بخير. الـ 33 الذين في المنجم".
بوجه عام، بقي الرجال على قيد الحياة مسجلين رقما قياسيا يبلغ 96 يوما تحت الأرض قبل أن تتم إعادتهم للسطح. شاهد أكثر من مليار شخص حول العالم عملية الإنقاذ مباشرة على التلفاز. كانت هناك مشاهد غير عادية بينما احتفل أولئك الرجال وعائلاتهم وشعب تشيلي وكل العالم بنصر رائع.
تمتلئ حياة الإيمان بالتحديات والصعوبات والتجارب. ولكن هناك أيضا أوقات من النصرة. نرى في قراءات اليوم ثلاثة أنواع مختلفة من النصرة.
المَزاميرُ 18:16-24
16 أرسَلَ مِنَ العُلَى فأخَذَني. نَشَلَني مِنْ مياهٍ كثيرَةٍ.
17 أنقَذَني مِنْ عَدوّي القَويِّ، ومِنْ مُبغِضيَّ لأنَّهُمْ أقوَى مِنّي.
18 أصابوني في يومِ بَليَّتي، وكانَ الرَّبُّ سنَدي.
19 أخرَجَني إلَى الرَّحبِ. خَلَّصَني لأنَّهُ سُرَّ بي.
20 يُكافِئُني الرَّبُّ حَسَبَ برّي. حَسَبَ طَهارَةِ يَدَيَّ يَرُدُّ لي.
21 لأنّي حَفِظتُ طُرُقَ الرَّبِّ، ولَمْ أعصِ إلهي.
22 لأنَّ جميعَ أحكامِهِ أمامي، وفَرائضَهُ لَمْ أُبعِدها عن نَفسي.
23 وأكونُ كامِلًا معهُ وأتَحَفَّظُ مِنْ إثمي.
24 فيَرُدُّ الرَّبُّ لي كبِرّي، وكطَهارَةِ يَدَيَّ أمامَ عَينَيهِ.
تعليق
نصرة على أعدائك
واجه داود معارك كثيرة في الحياة. كان محاطا بالأعداء. وكانوا هم "أقوى منه" (ع17ب). لكنهم ليسوا أقوياء بالنسبة لله. أنقذه الله ممن كانوا أقوياء جدا عليه وأخرجه إلى "الرحب" (ع19). "خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي" (ع19).
إن كنت في "الرحب" في هذه اللحظة، تذكّر أن تشكر الله عليه. أما إن لم تكن كذلك، فاصرخ لله لينقذك. وإن كان أيٌّ من عائلتك أو أصدقائك يصارع في تلك اللحظة، فصلِّ لكي يخرجهم الله "إلى الرحب" هم أيضا.
صلاة
أشكرك يا رب من أجل الأوقات التي نشلتني فيها من المياه العميقة وأخرجتني إلى الرحب. اليوم أصلي من أجل (......) أن تخرجهم إلى الرحب.
مَتَّى 22:15-46
15 حينَئذٍ ذَهَبَ الفَرّيسيّونَ وتَشاوَروا لكَيْ يَصطادوهُ بكلِمَةٍ.
16 فأرسَلوا إليهِ تلاميذَهُمْ مع الهيرودُسيّينَ قائلينَ: «يا مُعَلِّمُ، نَعلَمُ أنَّكَ صادِقٌ وتُعَلِّمُ طريقَ اللهِ بالحَقِّ، ولا تُبالي بأحَدٍ، لأنَّكَ لا تنظُرُ إلَى وُجوهِ النّاسِ.
17 فقُلْ لنا: ماذا تظُنُّ؟ أيَجوزُ أنْ تُعطَى جِزيَةٌ لقَيصَرَ أم لا؟».
18 فعَلِمَ يَسوعُ خُبثَهُمْ وقالَ: «لماذا تُجَرِّبونَني يا مُراؤونَ؟
19 أروني مُعامَلَةَ الجِزيَةِ». فقَدَّموا لهُ دينارًا.
20 فقالَ لهُمْ: «لمَنْ هذِهِ الصّورَةُ والكِتابَةُ؟».
21 قالوا لهُ: «لقَيصَرَ». فقالَ لهُمْ: «أعطوا إذًا ما لقَيصَرَ لقَيصَرَ وما للهِ للهِ».
22 فلَمّا سمِعوا تعَجَّبوا وتَرَكوهُ ومَضَوْا.
السؤال عن قيامة الأموات
23 في ذلكَ اليومِ جاءَ إليهِ صَدّوقيّونَ، الّذينَ يقولونَ ليس قيامَةٌ، فسألوهُ
24 قائلينَ: «يا مُعَلِّمُ، قالَ موسَى: إنْ ماتَ أحَدٌ وليس لهُ أولادٌ، يتَزَوَّجْ أخوهُ بامرأتِهِ ويُقِمْ نَسلًا لأخيهِ.
25 فكانَ عِندَنا سبعَةُ إخوَةٍ، وتَزَوَّجَ الأوَّلُ وماتَ. وإذ لَمْ يَكُنْ لهُ نَسلٌ ترَكَ امرأتَهُ لأخيهِ.
26 وكذلكَ الثّاني والثّالِثُ إلَى السَّبعَةِ.
27 وآخِرَ الكُلِّ ماتَتِ المَرأةُ أيضًا.
28 ففي القيامَةِ لمَنْ مِنَ السَّبعَةِ تكونُ زَوْجَةً؟ فإنَّها كانتْ للجميعِ!».
29 فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: «تضِلّونَ إذ لا تعرِفونَ الكُتُبَ ولا قوَّةَ اللهِ.
30 لأنَّهُمْ في القيامَةِ لا يُزَوِّجونَ ولا يتَزَوَّجونَ، بل يكونونَ كمَلائكَةِ اللهِ في السماءِ.
31 وأمّا مِنْ جِهَةِ قيامَةِ الأمواتِ، أفَما قَرأتُمْ ما قيلَ لكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ القائلِ:
32 أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ؟ ليس اللهُ إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ».
33 فلَمّا سمِعَ الجُموعُ بُهِتوا مِنْ تعليمِهِ.
الوصية العظمى
34 أمّا الفَرّيسيّونَ فلَمّا سمِعوا أنَّهُ أبكَمَ الصَّدّوقيّينَ اجتَمَعوا مَعًا،
35 وسألهُ واحِدٌ مِنهُمْ، وهو ناموسيٌّ، ليُجَرِّبَهُ قائلًا:
36 «يا مُعَلِّمُ، أيَّةُ وصيَّةٍ هي العُظمَى في النّاموسِ؟».
37 فقالَ لهُ يَسوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ.
38 هذِهِ هي الوَصيَّةُ الأولَى والعُظمَى.
39 والثّانيَةُ مِثلُها: تُحِبُّ قريبَكَ كنَفسِكَ.
40 بهاتَينِ الوَصيَّتَينِ يتَعَلَّقُ النّاموسُ كُلُّهُ والأنبياءُ».
المسيح وداود
41 وفيما كانَ الفَرّيسيّونَ مُجتَمِعينَ سألهُمْ يَسوعُ
42 قائلًا: «ماذا تظُنّونَ في المَسيحِ؟ ابنُ مَنْ هو؟» قالوا لهُ: «ابنُ داوُدَ».
43 قالَ لهُمْ: «فكيفَ يَدعوهُ داوُدُ بالرّوحِ رَبًّا؟ قائلًا:
44 قالَ الرَّبُّ لرَبّي: اجلِسْ عن يَميني حتَّى أضَعَ أعداءَكَ مَوْطِئًا لقَدَمَيكَ.
45 فإنْ كانَ داوُدُ يَدعوهُ رَبًّا، فكيفَ يكونُ ابنَهُ؟».
46 فلَمْ يَستَطِعْ أحَدٌ أنْ يُجيبَهُ بكلِمَةٍ. ومِنْ ذلكَ اليومِ لَمْ يَجسُرْ أحَدٌ أنْ يَسألهُ بَتَّةً.
تعليق
النصرة على منتقديك
قام خصوم يسوع باستجوابه بثلاثة أسئلة: سؤال يتصيدونه به، وسؤال مخادع وسؤال امتحاني (ع17، 23، 35). في كل مرة، كان هو المنتصر وكان يقدم إجابة تذهل (ع22) وتثير العجب (ع33)، بل وتؤثر على كل التاريخ البشري. ماذا يمكن أن نتعلم من إجابات يسوع؟
لا تقسم حياتك لما هو مقدس وما هو دنيوي خطط الفريسيون أن يتصيدوا يسوع بكلماته. فقالوا ليسوع، "قُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ" (ع17). كانت الضرائب التي يتكلمون بشأنها غير محبوبة على الإطلاق. فلو كان يسوع قال "نعم"، لكان قد فقد مصداقيته في عيون الشعب. ولكان قد كرهه الكل ونظروا إليه كخائن يريد أن يساعد الرومان.
ولكن، لو قال "لا"، لصار مذنبا بالتحريض على العصيان ولصار عرضة للقبض عليه و ربما إعدامه.
لم يضع يسوع، في حكمته الفريدة، قواعد وقوانين لكنه فسر مبادئ لا تتقيد بالزمن. لقد قدم إجابة رائعة: "أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ" (ع21).
لكل تابع من أتباع يسوع مواطنة مزدوجة. عليك مسؤولية أن تلعب دورك كمواطن صالح موجود ضمن تركيبة مجتمعك على الأرض.
كما أنك مواطن السماء وعليك مسؤولية تجاه الله. لا يلزم الله وقيصر أن يكونا في صراع من الأساس. أنت مدعو لأن تكون مواطناً صالحاً تجاه الاثنين. أدعوك للانخراط في حياة مجتمعك، ولا تنسحب منه
ليس الأمر أن الله هو المسئول عن المساحة "المقدسة" من حياتك والحكومة هي المسئولة عن المساحة "الدنيوية". بل بالأحرى، إن حياتك كلها تحت سلطان الله. جزء من التزامك بالله هو أن تكرم وتطيع المطالب التي تضعها عليك الحكومة بصورة قانونية. بنفس الطريقة التي بها تحمل قطعة نقود صورة القيصر، تحمل أنت صورة الله (تك26:1). يريدك الله أن تعطيه كل حياتك.
اعرف هذا, أنه توجد حياة بعد الموت بعد هذا، جاء الصدوقيون بسؤال به خدعة عن المرأة التي تزوجت سبعة. لأن الصدوقيين لم يكونوا يؤمنون بقيامة الأموات فصمموا سؤالا معقدا مخادعا ليبيِّنوا كم أن فكرة القيامة فكرة سخيفة (مت23:22-28).
فيرد يسوع، "تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ" (ع29). يستخدم يسوع أسفار موسى الخمسة (وهي الأسفار الوحيدة التي يثق بها الصدوقيون) ليوضح أنه "لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ" (ع32ب).
وقد فعل هذا باقتباس كلمات الله لموسى عند العليقة المشتعلة في خر6:3: "انَا الَهُ ابِيكَ الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالَهُ اسْحَاقَ وَالَهُ يَعْقُوبَ". عندما سمع موسى هذه الكلمات، كان إبراهيم وإسحق ويعقوب أمواتا منذ مئات السنوات. لم يقل الله، "أنا كنت إلههم" بل "أنا إلههم". هم لا زالوا أحياء.
يعلن يسوع أن هذه الحياة ليست هي كل شيء. والأكثر، أنه ستكون هناك استمرارية بين هذه الحياة والحياة الآتية. هناك قيامة مادية. لكن، توجد عدم استمرارية أيضا لأننا "سنكون كالملائكة في السموات" (ع30). وفوق كل شيء، يوضح الكتاب المقدس أنه ستكون هناك قيامة وإن كان الله كلي القدرة، فلم لا تكون هناك قيامة؟
اجعل محبة الله والآخرين أولويتك القصوى ثم أتى الفريسيون بسؤال للتجربة وهو ما قدم له يسوع إجابة عبقرية، تأتي من قلب العهد القديم، أحبب الله: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ" (ع37) وأحبب الناس "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (ع39). كل شيء آخر هو تفصيل لهاتين الوصيتين (ع34-40).
وإذ أسكت منتقديه، سألهم حينئذ يسوع سؤالا حول هويته. فقد بيَّن من الكتاب المقدس أن المسيح ليس فقط ابن داود – بل أيضا رب داود (ع41-46). لقد برهن على أن المسيا هو أكثر بكثير من مجرد ملك بشري عظيم. وهذا لا يتحدى افتراضاتهم فقط بخصوص المسيا، بل إنها أيضا إشارة خفية لهم عن هوية يسوع.
وهذه لحظة انتصار ليسوع: "فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً" (ع46).
صلاة
أيها الآب، من فضلك امنحني حكمة مثل يسوع لأتجنب المصائد ولأتعامل مع الأسئلة المخادعة ولأجيب على الأسئلة التي تمتحنني إجابة صائبة.
أيّوبَ 30:1-32:22
أيّوبَ 30
1 «وأمّا الآنَ فقد ضَحِكَ علَيَّ أصاغِري أيّامًا، الّذينَ كُنتُ أستَنكِفُ مِنْ أنْ أجعَلَ آباءَهُمْ مع كِلابِ غَنَمي.
2 قوَّةُ أيديهِمْ أيضًا ما هي لي. فيهِمْ عَجِزَتِ الشَّيخوخَةُ.
3 في العَوَزِ والمَحلِ مَهزولونَ، عارِقونَ اليابِسَةَ الّتي هي منذُ أمسِ خَرابٌ وخَرِبَةٌ.
4 الّذينَ يَقطِفونَ المَلّاحَ عِندَ الشّيحِ، وأُصولُ الرَّتَمِ خُبزُهُمْ.
5 مِنَ الوَسَطِ يُطرَدونَ. يَصيحونَ علَيهِمْ كما علَى لصٍّ.
6 للسَّكَنِ في أوديَةٍ مُرعِبَةٍ وثُقَبِ التُّرابِ والصُّخورِ.
7 بَينَ الشّيحِ يَنهَقونَ. تحتَ العَوْسَجِ يَنكَبّونَ.
8 أبناءُ الحَماقَةِ، بل أبناءُ أُناسٍ بلا اسمٍ، سيطوا مِنَ الأرضِ.
9 «أمّا الآنَ فصِرتُ أُغنيَتَهُمْ، وأصبَحتُ لهُمْ مَثَلًا!
10 يَكرَهونَني. يَبتَعِدونَ عَنّي، وأمامَ وجهي لَمْ يُمسِكوا عن البَصقِ.
11 لأنَّهُ أطلَقَ العِنانَ وقَهَرَني، فنَزَعوا الزِّمامَ قُدّامي.
12 عن اليَمينِ الفُروخُ يَقومونَ يُزيحونَ رِجلي، ويُعِدّونَ علَيَّ طُرُقَهُمْ للبَوارِ.
13 أفسَدوا سُبُلي. أعانوا علَى سُقوطي. لا مُساعِدَ علَيهِمْ.
14 يأتونَ كصَدعٍ عَريضٍ. تحتَ الهَدَّةِ يتَدَحرَجونَ.
15 اِنقَلَبَتْ علَيَّ أهوالٌ. طَرَدَتْ كالرّيحِ نِعمَتي، فعَبَرَتْ كالسَّحابِ سعادَتي.
16 «فالآنَ انهالَتْ نَفسي علَيَّ، وأخَذَتني أيّامُ المَذَلَّةِ.
17 اللَّيلَ يَنخَرُ عِظامي فيَّ، وعارِقيَّ لا تهجَعُ.
18 بكَثرَةِ الشِّدَّةِ تنَكَّرَ لبسي. مِثلَ جَيبِ قَميصي حَزَمَتني.
19 قد طَرَحَني في الوَحلِ، فأشبَهتُ التُّرابَ والرَّمادَ.
20 إلَيكَ أصرُخُ فما تستَجيبُ لي. أقومُ فما تنتَبِهُ إلَيَّ.
21 تحَوَّلتَ إلَى جافٍ مِنْ نَحوي. بقُدرَةِ يَدِكَ تضطَهِدُني.
22 حَمَلتَني، أركَبتَني الرّيحَ وذَوَّبتَني تشَوُّهًا.
23 لأنّي أعلَمُ أنَّكَ إلَى الموتِ تُعيدُني، وإلَى بَيتِ ميعادِ كُلِّ حَيٍّ.
24 ولكن في الخَرابِ ألا يَمُدُّ يَدًا؟ في البَليَّةِ ألا يَستَغيثُ علَيها؟
25 «ألَمْ أبكِ لمَنْ عَسَرَ يومُهُ؟ ألَمْ تكتَئبْ نَفسي علَى المِسكينِ؟
26 حينَما ترَجَّيتُ الخَيرَ جاءَ الشَّرُّ، وانتَظَرتُ النّورَ فجاءَ الدُّجَى.
27 أمعائي تغلي ولا تكُفُّ. تقَدَّمَتني أيّامُ المَذَلَّةِ.
28 اِسوَدَدتُ لكن بلا شَمسٍ. قُمتُ في الجَماعَةِ أصرُخُ.
29 صِرتُ أخًا للذِّئابِ، وصاحِبًا لرِئالِ النَّعامِ.
30 حَرِشَ جِلدي علَيَّ وعِظامي احتَرَّتْ مِنَ الحَرارَةِ فيَّ.
31 صارَ عودي للنَّوْحِ، ومِزماري لصوتِ الباكينَ.
أيّوبَ 31
1 «عَهدًا قَطَعتُ لعَينَيَّ، فكيفَ أتَطَلَّعُ في عَذراءَ؟
2 وما هي قِسمَةُ اللهِ مِنْ فوقُ، ونَصيبُ القديرِ مِنَ الأعالي؟
3 أليس البَوارُ لعامِلِ الشَّرِّ، والنُّكرُ لفاعِلي الإثمِ؟
4 أليس هو يَنظُرُ طُرُقي، ويُحصي جميعَ خَطَواتي؟
5 إنْ كُنتُ قد سلكتُ مع الكَذِبِ، أو أسرَعَتْ رِجلي إلَى الغِشِّ،
6 ليَزِنّي في ميزانِ الحَقِّ، فيَعرِفَ اللهُ كمالي.
7 إنْ حادَتْ خَطَواتي عن الطريقِ، وذَهَبَ قَلبي وراءَ عَينَيَّ، أو لَصِقَ عَيبٌ بكَفّي،
8 أزرَعْ وغَيري يأكُلْ، وفُروعي تُستأصَلْ.
9 «إنْ غَويَ قَلبي علَى امرأةٍ، أو كمَنتُ علَى بابِ قريبي،
10 فلتَطحَنِ امرأتي لآخَرَ، وليَنحَنِ علَيها آخَرونَ.
11 لأنَّ هذِهِ رَذيلَةٌ، وهي إثمٌ يُعرَضُ للقُضاةِ.
12 لأنَّها نارٌ تأكُلُ حتَّى إلَى الهَلاكِ، وتَستأصِلُ كُلَّ مَحصولي.
13 «إنْ كُنتُ رَفَضتُ حَقَّ عَبدي وأمَتي في دَعواهُما علَيَّ،
14 فماذا كُنتُ أصنَعُ حينَ يَقومُ اللهُ؟ وإذا افتَقَدَ، فبماذا أُجيبُهُ؟
15 أوَليس صانِعي في البَطنِ صانِعَهُ، وقَدْ صَوَّرَنا واحِدٌ في الرَّحِمِ؟
16 إنْ كُنتُ مَنَعتُ المَساكينَ عن مُرادِهِمْ، أو أفنَيتُ عَينَيِ الأرمَلَةِ،
17 أو أكلتُ لُقمَتي وحدي فما أكلَ مِنها اليَتيمُ.
18 بل منذُ صِبايَ كبِرَ عِندي كأبٍ، ومِنْ بَطنِ أُمّي هَدَيتُها.
19 إنْ كُنتُ رأيتُ هالِكًا لعَدَمِ اللِّبسِ أو فقيرًا بلا كِسوَةٍ،
20 إنْ لَمْ تُبارِكني حَقَواهُ وقَدِ استَدفأَ بجَزَّةِ غَنَمي.
21 إنْ كُنتُ قد هَزَزتُ يَدي علَى اليَتيمِ لَمّا رأيتُ عَوْني في البابِ،
22 فلتَسقُطْ عَضُدي مِنْ كتِفي، ولتَنكَسِرْ ذِراعي مِنْ قَصَبَتِها،
23 لأنَّ البَوارَ مِنَ اللهِ رُعبٌ علَيَّ، ومِنْ جَلالِهِ لَمْ أستَطِعْ.
24 «إنْ كُنتُ قد جَعَلتُ الذَّهَبَ عَمدَتي، أو قُلتُ للإبريزِ: أنتَ مُتَّكلي.
25 إنْ كُنتُ قد فرِحتُ إذ كثُرَتْ ثَروَتي ولأنَّ يَدي وجَدَتْ كثيرًا.
26 إنْ كُنتُ قد نَظَرتُ إلَى النّورِ حينَ ضاءَ، أو إلَى القَمَرِ يَسيرُ بالبَهاءِ،
27 وغَويَ قَلبي سِرًّا، ولَثَمَ يَدي فمي،
28 فهذا أيضًا إثمٌ يُعرَضُ للقُضاةِ، لأنّي أكونُ قد جَحَدتُ اللهَ مِنْ فوقُ.
29 «إنْ كُنتُ قد فرِحتُ ببَليَّةِ مُبغِضي أو شَمِتُّ حينَ أصابَهُ سوءٌ.
30 بل لَمْ أدَعْ حَنَكي يُخطِئُ في طَلَبِ نَفسِهِ بلَعنَةٍ.
31 إنْ كانَ أهلُ خَيمَتي لَمْ يقولوا: مَنْ يأتي بأحَدٍ لَمْ يَشبَعْ مِنْ طَعامِهِ؟
32 غَريبٌ لَمْ يَبِتْ في الخارِجِ. فتحتُ للمُسافِرِ أبوابي.
33 إنْ كُنتُ قد كتَمتُ كالنّاسِ ذَنبي لإخفاءِ إثمي في حِضني.
34 إذ رَهِبتُ جُمهورًا غَفيرًا، ورَوَّعَتني إهانَةُ العَشائرِ، فكفَفتُ ولَمْ أخرُجْ مِنَ البابِ.
35 مَنْ لي بمَنْ يَسمَعُني؟ هوذا إمضائي. ليُجِبني القديرُ. ومَنْ لي بشَكوَى كتَبَها خَصمي،
36 فكُنتُ أحمِلُها علَى كتِفي. كُنتُ أُعصِبُها تاجًا لي.
37 كُنتُ أُخبِرُهُ بعَدَدِ خَطَواتي وأدنو مِنهُ كشَريفٍ.
38 إنْ كانتْ أرضي قد صَرَخَتْ علَيَّ وتَباكَتْ أتلامُها جميعًا.
39 إنْ كُنتُ قد أكلتُ غَلَّتَها بلا فِضَّةٍ، أو أطفأتُ أنفُسَ أصحابِها،
40 فعِوَضَ الحِنطَةِ ليَنبُتْ شَوْكٌ، وبَدَلَ الشَّعيرِ زَوانٌ».
تمَّتْ أقوالُ أيّوبَ.
أليهو
1 فكفَّ هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ عن مُجاوَبَةِ أيّوبَ لكَوْنِهِ بارًّا في عَينَيْ نَفسِهِ.
2 فحَميَ غَضَبُ أليهو بنِ بَرَخئيلَ البوزيِّ مِنْ عَشيرَةِ رامٍ. علَى أيّوبَ حَميَ غَضَبُهُ لأنَّهُ حَسِبَ نَفسَهُ أبَرَّ مِنَ اللهِ.
3 وعلَى أصحابِهِ الثَّلاثَةِ حَميَ غَضَبُهُ، لأنَّهُمْ لَمْ يَجِدوا جَوابًا واستَذنَبوا أيّوبَ.
4 وكانَ أليهو قد صَبَرَ علَى أيّوبَ بالكلامِ، لأنَّهُمْ أكثَرُ مِنهُ أيّامًا.
5 فلَمّا رأى أليهو أنَّهُ لا جَوابَ في أفواهِ الرِّجالِ الثَّلاثَةِ حَميَ غَضَبُهُ.
6 فأجابَ أليهو بنُ بَرَخئيلَ البوزيُّ وقالَ: «أنا صَغيرٌ في الأيّامِ وأنتُمْ شُيوخٌ، لأجلِ ذلكَ خِفتُ وخَشيتُ أنْ أُبديَ لكُمْ رأييِ.
7 قُلتُ: الأيّامُ تتَكلَّمُ وكثرَةُ السِّنينِ تُظهِرُ حِكمَةً.
8 ولكن في النّاسِ روحًا، ونَسَمَةُ القديرِ تُعَقِّلُهُمْ.
9 ليس الكَثيرو الأيّامِ حُكَماءَ، ولا الشُّيوخُ يَفهَمونَ الحَقَّ.
10 لذلكَ قُلتُ: اسمَعوني. أنا أيضًا أُبدي رأييِ.
11 هأنَذا قد صَبَرتُ لكلامِكُمْ. أصغَيتُ إلَى حُجَجِكُمْ حتَّى فحَصتُمُ الأقوالَ.
12 فتأمَّلتُ فيكُم وإذ ليس مَنْ حَجَّ أيّوبَ، ولا جَوابَ مِنكُمْ لكلامِهِ.
13 فلا تقولوا: قد وجَدنا حِكمَةً. اللهُ يَغلِبُهُ لا الإنسانُ.
14 فإنَّهُ لَمْ يوَجِّهْ إلَيَّ كلامَهُ ولا أرُدُّ علَيهِ أنا بكلامِكُمْ.
15 تحَيَّروا. لَمْ يُجيبوا بَعدُ. انتَزَعَ عنهُمُ الكلامُ.
16 فانتَظَرتُ لأنَّهُمْ لَمْ يتَكلَّموا. لأنَّهُمْ وقَفوا، لَمْ يُجيبوا بَعدُ.
17 فأُجيبُ أنا أيضًا حِصَّتي، وأُبدي أنا أيضًا رأييِ.
18 لأنّي مَلآنٌ أقوالًا. روحُ باطِني تُضايِقُني.
19 هوذا بَطني كخمرٍ لَمْ تُفتَحْ. كالزِّقاقِ الجديدَةِ يَكادُ يَنشَقُّ.
20 أتَكلَّمُ فأُفرَجُ. أفتَحُ شَفَتَيَّ وأُجيبُ.
21 لا أُحابيَنَّ وجهَ رَجُلٍ ولا أملُثُ إنسانًا.
22 لأنّي لا أعرِفُ المَلثَ. لأنَّهُ عن قَليلٍ يأخُذُني صانِعي.
تعليق
الانتصار على التجربة
يبرهن سفر أيوب مرة واحدة وللأبد على أن الخطية والألم ليسا مرتبطين برابطة مباشرة بالضرورة بخطية الفرد. كل غرض سفر أيوب هو أنه، بالرغم من أن أيوب كان بلا خطية (26:13، 17:14)، إلا أنها لم تكن خطية أيوب هي التي سببت معاناته. كان أيوب "كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ" (1:1).
عرف أيوب أنه بغض النظر عن اتهامات أصدقائه إلا أنه كان لديه ضمير صاف. لقد كان وكأنه وُضع في تجربة، إذ كان يواجه "المشتكي عليه" في قفص الاتهام مع "لائحة الاتهامات" (35:31) الموجهة ضده. وهو يقدم دفاعه في فقرة اليوم (ع35).
كانت حياة أيوب نموذجا وإلهاماً وتحدياً لنا. هذه صورة رائعة عن العيش ببر وقداسة. احفظ نفسك طاهرا قال، "عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ" (ع1). لم يُغو (ع9) في قلبه بأن يزني. لقد أدرك أن الزنى "نَارٌ تَأْكُلُ حَتَّى إِلَى الْهَلاَكِ وَتَسْتَأْصِلُ كُلَّ مَحْصُولِي" (ع12).
تجنَّب المادية
لم يضع اتكاله على الغنى (ع24) رغم الثروة العظيمة التي كانت لديه. كما لم يضع رجاءه في الذهب النقي بل قال له، "أَنْتَ مُتَّكَلِي" (ع24). مرة أخرى، لم يكن قد "غَوِيَ قَلْبِي سِرّ اًوَ لَثَمَ يَدِي فَمِي" (ع27).
احبب أعداءك
لقد قاوم تجربة أن يكره أعداءه. لم يشمت عندما كان أعداؤه في متاعب (ع29ب) – وهي تجربة قوية. هناك تجربة عظيمة أن تتفوه بكلمات الغضب، لكن أيوب يقول، "بَلْ لَمْ أَدَعْ حَنَكِي يُخْطِئُ فِيطَلَبِ نَفْسِهِ بِلَعْنَةٍ" (ع30) ضد أعداءه.
كن كريما
لم يتجنب الخطية في حياته الشخصية فقط. بل كان عادلا مع موظفيه (ع13). لم يمنع "الْمَسَاكِينَ عَنْ مُرَادِهِمْ" (ع16أ). "غَرِيبٌ لَمْ يَبِتْ فِي الْخَارِجِ. فَتَحْتُ لِلْمُسَافِرِ أَبْوَابِي" (ع32).
صلاة
ساعدني يا رب لأحيا بضمير نقي، لحفظ نفسي طاهرا ولأضع ثقتي فيك وحدك. أشكرك لأنك من خلال صليب يسوع، جعلت غفران إخفاقاتي السابقة ممكنا، وبقوة الروح القدس أستطيع أن أكون منتصرا على التجربة
تعليق من بيبا
إنني معجبة جدا بثقة أيوب في أن الله سيجده بلا لوم (أي6:31). وهو يقدم قائمة جيدة جدا عن الطريقة التي عاش بها حياته، بما في ذلك أنه لم يحتفظ بخبزه لنفسه (ع17). لم أشعر أنني كنت كريمة بما يكفي عندما عدت للمنزل ذات يوم لأجد نيكي قد أعطى كل كعكات الشكولاتة التي صنعتها لمجموعة من الزوار. يبدو أنني لدي طريق طويل لأقطعه.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.