اليوم 43

لقد خلصك

الكتاب المقدس المَزاميرُ 21:‏1 ,4أ , 7
العهد الجديد مَتَّى 27:‏11-‏14 , 29-28 , 31ب
العهد القديم الخُروجُ 12:‏27-26

المقدمة

في 13 يناير 1982، بينما كانت طائرة الرحلة رقم 90 لخطوط فلوريدا الجوية تقلع من العاصمة واشنطن، تحطمت في نهر البوتوماك. كان الجو شتاء والنهر مملوءًا بالجليد. حدث التحطم بقرب جسر يعبر النهر. ثم رصدت كاميرات التلفزيون باقي المشهد، وشاهد ملايين المشاهدين الطائرة العمودية وهي تلقي بحزام إنقاذ مدلى بحبل لرجل يصارع الموت في المياه. فأمسك بالحبل، وسبح نحو سيدة بالقرب منه وربطها بحزام النجاة فرفعوها إلى بر الأمان. ثم أنزلت الطائرة حزام الإنقاذ ثانية، ومرة أخرى فعل الرجل نفس الأمر. سبح نحو شخص آخر وأنقذه. لقد أنقذ خمسة أشخاص، قبل أن يغرق هو أخيرا من فرط الإرهاق.

لمَاذا لم ينقذ هذا الرجل نفسه؟ الإجابة هي أنه عقد العزم على أن ينقذ الآخرين. بصورة أكثر روعة أيضا، لم ينقذ يسوع نفسه لأنه كان موطد العزم على أن ينقذنا أنا وأنت بموته على الصليب.

اليوم، ركز أفكارك على يسوع، مخلص العالم، وتأمل كيف خلصك أنت.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 21:‏1 ,4أ , 7

1 يا رَبُّ، بقوَّتِكَ يَفرَحُ المَلِكُ، وبخَلاصِكَ كيفَ لا يَبتَهِجُ جِدًّا!
4 حياةً سألكَ فأعطَيتَهُ. ...... 7 لأنَّ المَلِكَ يتَوَكَّلُ علَى الرَّبِّ، وبنِعمَةِ العَليِّ لا يتَزَعزَعُ.

تعليق

خلصنا الله

لا يمكنك أن تخلص نفسك. وحده الله يقدر أن يخلصك. لقد خلصك بسبب "محبته التي لا تفشل". وبالتالي، مثل داود، ضع ثقتك فيه اليوم (ع7).

يبدأ هذا المزمور بداود وهو يسبح الله من أجل خلاصه: "يَارَبُّ بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ وَبِخَلاَصِكَ كَيْفَ لاَ يَبْتَهِجُ جِدّاً!" (ع1).

نرى في هذه الفقرة بعضاً من البركات الكثيرة جدا التي يشتمل عليها الخلاص:

صلاة مستجابة

"شَهْوَةَ قَلْبِهِ أَعْطَيْتَهُ وَمُلْتَمَسَ شَفَتَيْهِ لَمْ تَمْنَعْهُ" (ع2).

بركات لا تنتهي

"لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُهُ بِبَرَكَاتِ خَيْرٍ. وَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجاً مِنْ إِبْرِيزٍ... لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَرَكَاتٍ إِلَى الأَبَدِ" (ع3، 6أ).

حياة أبدية

"حَيَاةً سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ. طُولَ الأَيَّامِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ" (ع4).

معيشة بانتصار

"عَظِيمٌ مَجْدُهُ بِخَلاَصِكَ جَلاَلاً وَبَهَاءً تَضَعُ عَلَيْهِ" (ع5)

فرح وابتهاج

"تُفَرِّحُهُ ابْتِهَاجاً أَمَامَكَ" (ع6ب).

صلاة

أشكرك يا رب لأنك خلصتني. أشكرك من أجل محبتك الراسخة وبركاتك الكثيرة. إنني أضع ثقتي فيك اليوم.

العهد الجديد

مَتَّى 27:‏11-‏14 , 29-28 , 31ب

11 فوَقَفَ يَسوعُ أمامَ الوالي. فسألهُ الوالي قائلًا: «أأنتَ مَلِكُ اليَهودِ؟». فقالَ لهُ يَسوعُ: «أنتَ تقولُ».
12 وبَينَما كانَ رؤَساءُ الكهنةِ والشُّيوخُ يَشتَكونَ علَيهِ لَمْ يُجِبْ بشَيءٍ.
13 فقالَ لهُ بيلاطُسُ: «أما تسمَعُ كمْ يَشهَدونَ علَيكَ؟».
14 فلَمْ يُجِبهُ ولا عن كلِمَةٍ واحِدَةٍ، حتَّى تعَجَّبَ الوالي جِدًّا.

28 فعَرَّوْهُ وألبَسوهُ رِداءً قِرمِزيًّا،
29 وضَفَروا إكليلًا مِنْ شَوْكٍ ووضَعوهُ علَى رأسِهِ، وقَصَبَةً في يَمينِهِ. وكانوا يَجثونَ قُدّامَهُ ويَستَهزِئونَ بهِ قائلينَ: «السَّلامُ يا مَلِكَ اليَهودِ!».

31 ..... ومَضَوْا بهِ للصَّلبِ.

تعليق

خلصت عبرالتضحية بالنفس

توقع شعب الله في العهد القديم مسيّا (المسيح). وأن المسيا "لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ" (أش7:9).

لكن، كان يوجد أيضافي العهد القديم تيار متدفق آخر من التوقعات المسيانية. وهو يرى في "عبد إشعياء المتألم" 44-55 والذي كان "كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ" (أش 7:53)، والذي سوف يأخذ خطية العالم على نفسه ويموت نيابة عن المذنبين (ع5-6).

لم يتوقع أي شخص أن يكون الملك المسياني والعبد المتألم هما نفس الشخص. لكن، وبطريقة تخطف الأنفاس جمع يسوع في نفسه هذين الموضوعين المسيانيين. فيسوع هو الملك وهو أيضا العبد المتألم.

الملك المسياني

عندما سأل بيلاطس يسوع، "أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" (مت11:27) أجاب موافقا، "أَنْتَ تَقُولُ" (ع11ب). استهزأ الجنود بيسوع، ملبسين إياه مثل ملك وتظاهروا بتحيته وسجدوا أمامه. وقالوا، "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!" (ع29ب).

"وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ»" (ع37). كما استهزأ به القادة الدينيون قائلين، "إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ" (ع42).

يوضح البشيرمتّى أن الجريمة الوحيدة التي أذنب بها يسوع هي كونه "الملك" (ع11)، "المسيح" (المسيا) (ع22) و"ابن الله" (ع43).

العبد المتألم

كما تمم يسوع أيضا هذه النبوات،"ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (أش 7:53).

عندما اتهمه الرؤساء والشيوخ، "لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ" (مت12:27). وعندما سأله بيلاطس، "أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟" (ع13)، "فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً" (ع14).

لقد مات يسوع العبد المتألم البريء مكانك أنت – لكي ما يمكنك أن تنطلق حرا. ومن هذه الناحية نجد بارباس يمثلنا، نحن المذنبين. لقد كان "أَسِيرٌ مَشْهُورٌ (مجرم)" (ع16). وكان السؤال هو "بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ" (ع17). طلب الشعب تحرير بارباس وقتل يسوع (ع20). تم تحرير بارباس (ع26). وتم تحقيق نبوة إشعياء بخصوص العبد المتألم: "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا" (أش5:53).

رغم أن يسوع كان الملك الذي طال انتظاره، إلا أنه لم يكن ملك الملوك الذي توقعه الشعب – مثل ذلك الذي يمضي من نصر عظيم لآخر. بل كان على يسوع أن يتعامل مع الحسد والاتهامات الزائفة والانتقاد اللاذع والظلم وسوء الفهم والسلطات الضعيفة والاستهزاء والسبّ من الشعب المتدين ومن العالم الدنيوي – وحتى من اللصوص. لقد جاء كل هذا من جميع الجوانب.

عرف بيلاطس أن يسوع كان بريئا. فقد أدرك "لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً" (مت18:27). (غالبا ما يكون الحسد هو خطية المتدينين. هناك تجربة أن نحسد من يبدون أن الله يستخدمهم أكثر منا). عرف بيلاطس أن يسوع كان بريئا لسبب آخر أيضا. حيث تم تحذير زوجته في حلم وأكدت له أن يسوع كان "رجلا بارا" (ع19). لكنه تجاهل نصيحتها بغباء.

ظن بيلاطس أنه يمكنه أن يتجنب المسؤولية بإلقاء اللوم على شخص آخر. ويالسخرية الموقف، فالرجل الذي سيذكره التاريخ بصفته المسؤول عن موت يسوع ("صلب على عهد بيلاطس البنطي" –مذكور في قانون الإيمان لمئات السنين في جميع أنحاء العالم) هو الذي قال، "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ" (ع24).

لقد سفك دم يسوع إذ تم جلده وتسليمه ليصلب (ع24-26ب). مرة أخرى، يظهرالبشير متى السخرية الشديدة الموجودة في الموقف: حيث قال أولئك المارة، "إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" (ع40ب)، لكن يسوع مات بصفته حمل الله الذي جاء ليأخذ خطايا العالم. لم يفهم المتفرجون أن تضحية يسوع بنفسه كانت طواعية. فقد قالوا، "خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا" (ع42أ).

لقد خلصك وخلصني لأنه لم يكن يريد أن يخلِّص نفسه.

صلاة

أشكرك يا رب لأنك مررت بكل هذا من أجلي. أشكرك لأنك اخترت ألا تخلص نفسك، لكي ما تخلصني.

العهد القديم

الخُروجُ 12:‏27-26

26 ويكونُ حينَ يقولُ لكُمْ أولادُكُمْ: ما هذِهِ الخِدمَةُ لكُم؟
27 أنَّكُمْ تقولونَ: هي ذَبيحَةُ فِصحٍ للرَّبِّ الّذي عَبَرَ عن بُيوتِ بَني إسرائيلَ في مِصرَ لَمّا ضَرَبَ المِصريّينَ وخَلَّصَ بُيوتنا». فخَرَّ الشَّعبُ وسَجَدوا.

تعليق

خلصت بواسطة حمل الله

يقول يسوع لتلاميذه، "تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ" (مت2:26). ويكتب ق. بولس، "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا" (1كو7:5ب).

كان دم الحمل حماية لشعب الله تحت العهد القديم عند أول فصح (خر1:12-30). أنت الآن أفضل بكثير جدا؛ تحت العهد الجديد. لأن دم يسوع (حمل الله) يطهرك ويحميك على الدوام (عب12:9-26).

في الفصح الأول كان لابد من ذبح حمل صغير. وكان لابد أن يكون الحمل "بلا عيب" (خر5:12)، مشيرا مقدما إلى يسوع البريء. هناك تشديد ضخم على "دم الحمل" (ع7، 13، 22-23). وكان لابد من سفك دم الحمل الذي بلا عيب بصفته الذبيحة (ع27). عندما رأى يوحنا المعمدان يسوع قال، "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو29:1).

أعطى دم الحمل للشعب الحماية من دينونة الله. لقد كان هو "ذبيحة الفصح" (خر27:12). وهذا كان ظلا مقدما لذبيحة يسوع.

من الضروري ونحن نمر على النص ملاحظة أن تعليمات الله، "عَظْما لاتَكْسِرُوا مِنْهُ" (ع46) قد تحققت بالذات عند موت يسوع. كان كسر رجلي الشخص المصلوب وسيلة للإسراع بموته. وقد كسر الجنود أرجل الرجلين المصلوبين مع يسوع، "وَأَمَّايَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ" (يو33:19).

حيثما وجد الدم على قائمتي باب المنزل، فإنه يشير إلى أن الموت قد حدث بالفعل في هذا المنزل. أولئك الذين أطاعوا كلمة الله بوضعهم الدم على أعتاب الأبواب نجوا. لقد سفك دم يسوع، حمل الله، لأجلك ولأجلي. يشير الفصح مقدما إلى كيف مات يسوع كذبيحة نيابة عنا. لقد خلصك.

صلاة

أيها الآب، آتي إليك باسم يسوع وأنا أضع دم يسوع على حياتي، وعلى كل ما يخصني، وعلى كل ما أعطيته لي كوكيل عليه. إنني أضع دم يسوع على ذهني وجسدي وعواطفي وإرادتي. إنني أضع الدم على عائلتي وزملائي في العمل وأصدقائي. أشكرك لأنك تحميني بدمك.

تعليق من بيبا

مت19:27

واحد من أخطاء بيلاطس الكثيرة أنه لم ينصت لزوجته!

Thought for the Day

اليوم ، ركز أفكارك على يسوع ، مخلص العالم ، وتأمل كيف خلصك.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more