اليوم 42

أنت حر

الكتاب المقدس المَزاميرُ 20:‏1, 4, 7
العهد الجديد مَتَّى 26:‏75 -‏27:‏2-1
العهد القديم الخُروجُ 9:‏1ب

المقدمة

بني فيلم ستيف ماكوين "اثنا عشر عاما من العبودية، Twelve Years a Slave" على مذكرات سلومون نورثوب الشخصية. وقد ولد حرا في ولاية نيويورك لكنه اختطف في العاصمة واشنطن في عام 1841، وبيع عبدا وبقى أسير القيود لاثني عشر سنة في لويزيانا. ويصف بإسهاب أهوال العبودية في زراعة القطن والسكر.

أخيرا، في عام 1853، تم إنقاذه من العبودية وتم لم شمله مع أسرته. فكتب، "لقد عانقوني، وبدموع تنهمر على وجناتهم، وقعوا على عنقي. لكنني أسدلت ستارا على مشهد من الأفضل تخيله بدلا من وصفه ... لقد تم ردي للسعادة والحرية".

العبودية أمر مهول. الحرية أمر رائع.

موسى هو محرر شعب الله في العهد القديم, إنه ظلٌّ للمسيح – المحرر الأعظم. وكما يحرر موسى شعب الله من العبودية، هكذا يحررك يسوع من عبودية الخطية. \tربما تكون كلمة "الحرية" أفضل كلمة معاصرة لتعريف ما يعنيه الكتاب المقدس "بالخلاص". يمكن تلخيص الكتاب المقدس كله على أنه "تاريخ الخلاص". إنه قصة رغبة وهدف الله أن يحرر شعبه.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 20:‏1, 4, 7

1 ليَستَجِبْ لكَ الرَّبُّ في يومِ الضّيقِ. ليَرفَعكَ اسمُ إلهِ يعقوبَ.
4 ليُعطِكَ حَسَبَ قَلبِكَ، ويُتَمِّمْ كُلَّ رأيِكَ.
7 هؤُلاءِ بالمَركَباتِ وهؤُلاءِ بالخَيلِ، أمّا نَحنُ فاسمَ الرَّبِّ إلهِنا نَذكُرُ.

تعليق

تمتع بالحرية التي تأتي بالإيمان

هل أنت في وقت من المتاعب والإحباط والمصاعب؟ كان داود في وقت كهذا، على الأرجح توقيت مرتبط بمعركة محتومة. فصرخ إلى الله طلبا العون. أول سطر في المزمور هو طلب من الله، "لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ" (ع1أ) وآخر سطر في المزمور هو طلب من الله "لِيَسْتَجِبْ لَنَا الْمَلِكُ فِي يَوْمِ دُعَائِنَا" (ع9ب). الله يستجيب للصلاة.

عندما يكون لديك "يوم الضيق"، يمكنك وينبغي أن تصرخ لله في الصلاة، وتطلب منه أن يجلب الخلاص والحرية وسط الصعاب والصراعات (ع6-8). إنها ليست مسألة تفاؤل متهور، بل هي مسألة شخص ذو إيمان واقعي.

يعترف داود "بقوة الله المخلصة" – قدرته على جلب الحرية (ع6ج). ويقول، "اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ" (ع6أ). ويتحدث عن ستة أمور يمكنك أن تطلبها لنفسك ولعائلتك ولأصدقائك ولمجتمعك:

الحماية

"لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ." (ع1). "يجعلك بعيدا عن متناول الأذى" (ع1، الرسالة).

العون

"لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ" (ع2أ)

الدعم والسند

"وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ" (ع2ب)

القبول

"لِيَذْكُرْ ... وَيَسْتَسْمِنْ" (ع3)

النجاح

"لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ" (ع4)

النصرة

"عندما ننجح، فإننا نخطط لتعلية سقف مطالبنا... لعل كل امنياتك تتحقق!" (ع5، الرسالة).

لا يأتي النجاح والنصرة والحرية من الثقة في "المركبات والخيل" (ع7أ). بل تأتي هذه بالإيمان – "أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ إِلَهِنَا نَذْكُرُ" (ع7ب).

صلاة

أشكرك يا رب لأنك تحررني. أشكرك من أجل الطرق الرائعة التي تستجيب بها الصلاة. اليوم يا رب أحضر عندك كل خططي وأضع أمامك كل رغبات قلبي ...

العهد الجديد

مَتَّى 26:‏75 -‏27:‏2-1

75 فتذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الّذي قالَ لهُ: «إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ». فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا.

1 ولَمّا كانَ الصّباحُ تشاوَرَ جميعُ رؤَساءِ الكهنةِ وشُيوخُ الشَّعبِ علَى يَسوعَ حتَّى يَقتُلوهُ،
2 فأوثَقوهُ ومَضَوْا بهِ ودَفَعوهُ إلَى بيلاطُسَ البُنطيِّ الوالي.

تعليق

تعجب من كيفية تحقيق حريتك

يسوع هو المحرر الأعظم. يصل تاريخ الخلاص إلى ذروته في حياة وموت وقيامة يسوع المسيح. وبينما نصل إلى تلك الذروة، نبدأ في رؤية لمحة عن كم كلف هذا يسوع: فقد أنكره واحد من أقرب أصدقائه (69:26-75)؛ وخانه واحد من تلاميذه (1:27- 10)؛ وتم تسليمه للسلطات الرومانية (ع2) وتمت إدانته (ع3أ). ولكن يرى البشير متّى أن كل هذا كان لتتميم خطة الله (ع9).

أخذوا يسوع أسيرا لكي ما يطلق سراحنا. لقد قُيد (ع2) ليحررك مما أنت مقيد به. لقد أتى يسوع ليحررك من خطيتك وذنبك وعارك ومخاوفك ومما تدمنه أيضا.

نرى في هذه الفقرة نموذجين للفشل. في أحدهما نرى الطريقة الخطأ في التجاوب مع الفشل. وفي النموذج الثاني نرى الطريقة الصحيحة.

هل سبق وأفسدت الأمور في حياتك مع المسيح؟ هل شعرت بالفشل من قبل وأنك قد خذلت الرب بصورة سيئة؟ هل سبق و"بكيت بكاءًا مرا" (75:26) نتيجة لهذا؟ أنا فعلت.

خذل يسوع اثنان من أقرب أصدقائه بصورة بشعة. للأسف، كلنا سنخذل المسيح عند نقاط معينة من حياتنا. يساعدنا هذان النموذجان على تعلم كيف ينبغي أن نتجاوب مع إخفاقات وإحباطات كهذه.

توجد متشابهات كثيرة بين يهوذا وبطرس. كان كلاهما تلميذين ليسوع. وكل منهما قيل له أنه سيخذل يسوع (ع24-25، 34). تمم كل منهما نبوات من العهد القديم من خلال تصرفاتهما (31:26؛ 9:27). ندم كل منهما بعمق على ما فعلاه (5:27؛ 75:26).

ولكن توجد أيضا اختلافات حاسمة بين هذين الرجلين. تجاوب بطرس مع الفشل بالصورة الصحيحة. لكن يهوذا لم يفعل. كما يكتب ق. بولس، "لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً" (2كو10:7).

يهوذا هو نموذج "للحزن الذي بحسب العالم". فقد ذهب للقادة الدينيين واعترف بخطيته، ولكنهم أثقلوا ضميره بمزيد من الذنب (مت4:27). لقد استوقفه الشعور بالذنب لكنه لم يقدر للأسف أن يلقي بنفسه على رحمة الله ويقبل غفرانه.

من ناحية أخرى، كان بطرس نموذجا "للحزن الذي بحسب مشيئة الله".

لابد أن بطرس كان خائفا جدا حتى ينكر ويتبرأ من يسوع ثلاث مرات. ربما، وهذا أمر مفهوم، خاف لئلا يصلب مع يسوع أو ربما كانت لديه شكوك قبل هذا عما إذا كان يسوع حقا من قال أنه هو. لكن يبدو أن صياح الديك قد أزال كل شكوكه. لقد تركه مضطربا بشدة: "فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً" (75:26).

لا يوجد شعور أكثر مشقة من معرفة أننا قد خذلنا يسوع. شكرا لله، فلم تكن هذه هي نهاية القصة بالنسبة لبطرس (انظر يو21). "لقد جلب الحزن الذي بحسب الله توبة"، وتم استرداد علاقته بيسوع. لقد تحرر من ذنبه ومن عاره، ومضى ليصبح قائداً عظيماً مقدساً قوياً وممسوحاً لكنيسة المسيح.

لست بحاجة لأن تمضي مثقلا بالذنب والعار بسبب خطايا أو أخطاء الماضي. أولئك الذين حررهم يسوع هم بالحق أحرار (يو36:8). مهما بلغت كثرة ما أفسدت من أمور,فلم يفت الوقت بعد.استجب كما فعل بطرس,فربما لك مستقبل عظيم في انتظارك في خدمة يسوع.

صلاة

أشكرك يا رب لأنك قُيدت لكي تحررني من خطيتي وذنبي وعاري وإدماني ومخاوفي وفشلي. إذا فشلت ساعدني دائما لأرجع إليك "بحزن بحسب مشيئة الله... الذي يؤدي إلى خلاص بلا ندامة".

العهد القديم

الخُروجُ 9:‏1ب

1 .... هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.

تعليق

استخدم حريتك لعبادة الله

في خدمة الله نجد الحرية التامة. لقد خلقت لتعبد وتخدم الله. هذا هو الغرض من وجودك.

كتب البابا بندكت السادس عشر (عندما كان لا يزال الكاردينال راتزينجر)، "تبين أن الهدف الوحيد من الخروج هو العبادة ... وقد أعطيت الأرض للشعب لتكون مكانا لعبادة الإله الحقيقي... الحرية لتقديم عبادة صحيحة لله، تبدو، في المواجهة مع فرعون، الغرض الوحيد للخروج، وبالحق هو ذلك عينه".

مرة أخرى، في تاريخ شعب إسرائيل، نرى ظلال لخطة الله للخلاص. نرى خطته ليحرر شعبه من العبودية بواسطة موسى. ويقول الله مرات ومرات كلمات تتفق مع هذه الأفكار لموسى: "ادْخُلْ الَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ اطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي" (1:9).

ويعطي لفرعون فرصا كثيرة جدا. مرارا وتكرارا يتكلم موسى بكلمات الله إليه: "اطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي" (13:9؛ 3:10، 7). أو كما تترجمها ترجمة الرسالة، "أطلق شعبي بحيث يمكنهم أن يعبدوني".

يستوعب العالم "أعمالنا الحسنة" ولكنه لا يرى أهمية عبادتنا. يتهمهم فرعون بكونهم كسالى ويرى العبادة على أنها بديل للعمل (17:5-18). لكن العبادة هي أسمى غرض وعمل لنا – في الواقع، الكلمة العبرية المترجمة "عبادة أو يعبد" في هذه الفقرة هي (avad، ع فاد)، ويمكن أن تترجم بكلا المعنيين العبادة والعمل.

الله يحبك. وهو لا يريد لأي إنسان أن يهلك، بل أن يأتي الجميع إلى التوبة (2بط9:3). الطريقة الوحيدة التي نهلك بها هي إن قسينا قلوبنا مثل فرعون وتجاهلنا كل العلامات التحذيرية التي يضعها الله في طريقنا. كان الكبرياء هو الأصل في خطية فرعون. كلما رفض، كلما كان من الأصعب أن يغير تفكيره بدون فقدان مظهره وهيبته. كن مستعدا لأن تعترف باقترافك أخطاء بدلا من المضي في الاتجاه الخطأ بغض النظر عن النتائج.

رغبة الله لشعبه هي أن يتحرر ليعبده كل حياته, فهو يريد أن يحررك من الذنب والعار والخطية والإدمان والخوف. يريد أن يحررك لتحبه وتخدمه وتعبده.

صلاة

أشكرك يا رب لأنك قلت "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو36:8). ليتني أستخدم حريتي لأعبدك وأخدمك.

تعليق من بيبا

خر20:9

"فَالَّذِي خَافَ كَلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ هَرَبَ بِعَبِيدِهِ وَمَوَاشِيهِ الَى الْبُيُوتِ".

يمكن أن يكون للناس قلب قاس جدا: برغم كم الآيات والعلامات التي أظهرت لهم، فبعض الناس لن يؤمنوا. ولكن حتى في أكثر الأماكن غير المحتملة يوجد أشخاص يتجاوبون مع الله.

Thought for the Day

بغض النظر عن المدة التي اتجهت فيها في الاتجاه الخاطئ ، يمكنك دائمًا الالتفاف والعودة.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Solomon Northup, Twelve Years a Slave, (London: Sampson Low, Son & Company, 1853) Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more