أنت حر
المقدمة
بني فيلم ستيف ماكوين "اثنا عشر عاما من العبودية، Twelve Years a Slave" على مذكرات سلومون نورثوب الشخصية. وقد ولد حرا في ولاية نيويورك لكنه اختطف في العاصمة واشنطن في عام 1841، وبيع عبدا وبقى أسير القيود لاثني عشر سنة في لويزيانا. ويصف بإسهاب أهوال العبودية في زراعة القطن والسكر.
أخيرا، في عام 1853، تم إنقاذه من العبودية وتم لم شمله مع أسرته. فكتب، "لقد عانقوني، وبدموع تنهمر على وجناتهم، وقعوا على عنقي. لكنني أسدلت ستارا على مشهد من الأفضل تخيله بدلا من وصفه ... لقد تم ردي للسعادة والحرية".
العبودية أمر مهول. الحرية أمر رائع.
موسى هو محرر شعب الله في العهد القديم, إنه ظلٌّ للمسيح – المحرر الأعظم. وكما يحرر موسى شعب الله من العبودية، هكذا يحررك يسوع من عبودية الخطية. \tربما تكون كلمة "الحرية" أفضل كلمة معاصرة لتعريف ما يعنيه الكتاب المقدس "بالخلاص". يمكن تلخيص الكتاب المقدس كله على أنه "تاريخ الخلاص". إنه قصة رغبة وهدف الله أن يحرر شعبه.
المَزاميرُ 20:1-9
لإمامِ المُغَنّينَ. مَزمورٌ لداوُدَ
1 ليَستَجِبْ لكَ الرَّبُّ في يومِ الضّيقِ. ليَرفَعكَ اسمُ إلهِ يعقوبَ.
2 ليُرسِلْ لكَ عَوْنًا مِنْ قُدسِهِ، ومِنْ صِهيَوْنَ ليَعضُدكَ.
3 ليَذكُرْ كُلَّ تقدِماتِكَ، ويَستَسمِنْ مُحرَقاتِكَ. سِلاهْ.
4 ليُعطِكَ حَسَبَ قَلبِكَ، ويُتَمِّمْ كُلَّ رأيِكَ.
5 نَتَرَنَّمُ بخَلاصِكَ، وباسمِ إلهِنا نَرفَعُ رايَتَنا. ليُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سؤلِكَ.
6 الآنَ عَرَفتُ أنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسيحِهِ، يَستَجيبُهُ مِنْ سماءِ قُدسِهِ، بجَبَروتِ خَلاصِ يَمينِهِ.
7 هؤُلاءِ بالمَركَباتِ وهؤُلاءِ بالخَيلِ، أمّا نَحنُ فاسمَ الرَّبِّ إلهِنا نَذكُرُ.
8 هُم جَثَوْا وسَقَطوا، أمّا نَحنُ فقُمنا وانتَصَبنا.
9 يا رَبُّ خَلِّصْ! ليَستَجِبْ لنا المَلِكُ في يومِ دُعائنا!
تعليق
تمتع بالحرية التي تأتي بالإيمان
هل أنت في وقت من المتاعب والإحباط والمصاعب؟ كان داود في وقت كهذا، على الأرجح توقيت مرتبط بمعركة محتومة. فصرخ إلى الله طلبا العون. أول سطر في المزمور هو طلب من الله، "لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ" (ع1أ) وآخر سطر في المزمور هو طلب من الله "لِيَسْتَجِبْ لَنَا الْمَلِكُ فِي يَوْمِ دُعَائِنَا" (ع9ب). الله يستجيب للصلاة.
عندما يكون لديك "يوم الضيق"، يمكنك وينبغي أن تصرخ لله في الصلاة، وتطلب منه أن يجلب الخلاص والحرية وسط الصعاب والصراعات (ع6-8). إنها ليست مسألة تفاؤل متهور، بل هي مسألة شخص ذو إيمان واقعي.
يعترف داود "بقوة الله المخلصة" – قدرته على جلب الحرية (ع6ج). ويقول، "اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ" (ع6أ). ويتحدث عن ستة أمور يمكنك أن تطلبها لنفسك ولعائلتك ولأصدقائك ولمجتمعك:
الحماية
"لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ." (ع1). "يجعلك بعيدا عن متناول الأذى" (ع1، الرسالة).
العون
"لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ" (ع2أ)
الدعم والسند
"وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ" (ع2ب)
القبول
"لِيَذْكُرْ ... وَيَسْتَسْمِنْ" (ع3)
النجاح
"لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ" (ع4)
النصرة
"عندما ننجح، فإننا نخطط لتعلية سقف مطالبنا... لعل كل امنياتك تتحقق!" (ع5، الرسالة).
لا يأتي النجاح والنصرة والحرية من الثقة في "المركبات والخيل" (ع7أ). بل تأتي هذه بالإيمان – "أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ إِلَهِنَا نَذْكُرُ" (ع7ب).
صلاة
أشكرك يا رب لأنك تحررني. أشكرك من أجل الطرق الرائعة التي تستجيب بها الصلاة. اليوم يا رب أحضر عندك كل خططي وأضع أمامك كل رغبات قلبي ...
مَتَّى 26:69-27:10
69 أمّا بُطرُسُ فكانَ جالِسًا خارِجًا في الدّارِ، فجاءَتْ إليهِ جاريَةٌ قائلَةً: «وأنتَ كُنتَ مع يَسوعَ الجَليليِّ!».
70 فأنكَرَ قُدّامَ الجميعِ قائلًا: «لَستُ أدري ما تقولينَ!».
71 ثُمَّ إذ خرجَ إلَى الدِّهليزِ رأتهُ أُخرَى، فقالَتْ للّذينَ هناكَ: «وهذا كانَ مع يَسوعَ النّاصِريِّ!».
72 فأنكَرَ أيضًا بقَسَمٍ: «إنّي لَستُ أعرِفُ الرَّجُلَ!».
73 وبَعدَ قَليلٍ جاءَ القيامُ وقالوا لبُطرُسَ: «حَقًّا أنتَ أيضًا مِنهُمْ، فإنَّ لُغَتَكَ تُظهِرُكَ!».
74 فابتَدأَ حينَئذٍ يَلعَنُ ويَحلِفُ: «إنّي لا أعرِفُ الرَّجُلَ!». ولِلوقتِ صاحَ الدّيكُ.
75 فتذَكَّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ الّذي قالَ لهُ: «إنَّكَ قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرّاتٍ». فخرجَ إلَى خارِجٍ وبَكَى بُكاءً مُرًّا.
الحراس عند القبر
1 ولَمّا كانَ الصّباحُ تشاوَرَ جميعُ رؤَساءِ الكهنةِ وشُيوخُ الشَّعبِ علَى يَسوعَ حتَّى يَقتُلوهُ،
2 فأوثَقوهُ ومَضَوْا بهِ ودَفَعوهُ إلَى بيلاطُسَ البُنطيِّ الوالي.
3 حينَئذٍ لَمّا رأى يَهوذا الّذي أسلَمَهُ أنَّهُ قد دينَ، نَدِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلَى رؤَساءِ الكهنةِ والشُّيوخِ
4 قائلًا: «قد أخطأتُ إذ سلَّمتُ دَمًا بَريئًا». فقالوا: «ماذا علَينا؟ أنتَ أبصِرْ!».
5 فطَرَحَ الفِضَّةَ في الهَيكلِ وانصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وخَنَقَ نَفسَهُ.
6 فأخَذَ رؤَساءُ الكهنةِ الفِضَّةَ وقالوا: «لا يَحِلُّ أنْ نُلقيَها في الخِزانَةِ لأنَّها ثَمَنُ دَمٍ».
7 فتشاوَروا واشتَرَوْا بها حَقلَ الفَخّاريِّ مَقبَرَةً للغُرَباءِ.
8 لهذا سُمّيَ ذلكَ الحَقلُ «حَقلَ الدَّمِ» إلَى هذا اليومِ.
9 حينَئذٍ تمَّ ما قيلَ بإرميا النَّبيِّ القائلِ: «وأخَذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، ثَمَنَ المُثَمَّنِ الّذي ثَمَّنوهُ مِنْ بَني إسرائيلَ،
10 وأعطَوْها عن حَقلِ الفَخّاريِّ، كما أمَرَني الرَّبُّ».
تعليق
تعجب من كيفية تحقيق حريتك
يسوع هو المحرر الأعظم. يصل تاريخ الخلاص إلى ذروته في حياة وموت وقيامة يسوع المسيح. وبينما نصل إلى تلك الذروة، نبدأ في رؤية لمحة عن كم كلف هذا يسوع: فقد أنكره واحد من أقرب أصدقائه (69:26-75)؛ وخانه واحد من تلاميذه (1:27- 10)؛ وتم تسليمه للسلطات الرومانية (ع2) وتمت إدانته (ع3أ). ولكن يرى البشير متّى أن كل هذا كان لتتميم خطة الله (ع9).
أخذوا يسوع أسيرا لكي ما يطلق سراحنا. لقد قُيد (ع2) ليحررك مما أنت مقيد به. لقد أتى يسوع ليحررك من خطيتك وذنبك وعارك ومخاوفك ومما تدمنه أيضا.
نرى في هذه الفقرة نموذجين للفشل. في أحدهما نرى الطريقة الخطأ في التجاوب مع الفشل. وفي النموذج الثاني نرى الطريقة الصحيحة.
هل سبق وأفسدت الأمور في حياتك مع المسيح؟ هل شعرت بالفشل من قبل وأنك قد خذلت الرب بصورة سيئة؟ هل سبق و"بكيت بكاءًا مرا" (75:26) نتيجة لهذا؟ أنا فعلت.
خذل يسوع اثنان من أقرب أصدقائه بصورة بشعة. للأسف، كلنا سنخذل المسيح عند نقاط معينة من حياتنا. يساعدنا هذان النموذجان على تعلم كيف ينبغي أن نتجاوب مع إخفاقات وإحباطات كهذه.
توجد متشابهات كثيرة بين يهوذا وبطرس. كان كلاهما تلميذين ليسوع. وكل منهما قيل له أنه سيخذل يسوع (ع24-25، 34). تمم كل منهما نبوات من العهد القديم من خلال تصرفاتهما (31:26؛ 9:27). ندم كل منهما بعمق على ما فعلاه (5:27؛ 75:26).
ولكن توجد أيضا اختلافات حاسمة بين هذين الرجلين. تجاوب بطرس مع الفشل بالصورة الصحيحة. لكن يهوذا لم يفعل. كما يكتب ق. بولس، "لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً" (2كو10:7).
يهوذا هو نموذج "للحزن الذي بحسب العالم". فقد ذهب للقادة الدينيين واعترف بخطيته، ولكنهم أثقلوا ضميره بمزيد من الذنب (مت4:27). لقد استوقفه الشعور بالذنب لكنه لم يقدر للأسف أن يلقي بنفسه على رحمة الله ويقبل غفرانه.
من ناحية أخرى، كان بطرس نموذجا "للحزن الذي بحسب مشيئة الله".
لابد أن بطرس كان خائفا جدا حتى ينكر ويتبرأ من يسوع ثلاث مرات. ربما، وهذا أمر مفهوم، خاف لئلا يصلب مع يسوع أو ربما كانت لديه شكوك قبل هذا عما إذا كان يسوع حقا من قال أنه هو. لكن يبدو أن صياح الديك قد أزال كل شكوكه. لقد تركه مضطربا بشدة: "فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً" (75:26).
لا يوجد شعور أكثر مشقة من معرفة أننا قد خذلنا يسوع. شكرا لله، فلم تكن هذه هي نهاية القصة بالنسبة لبطرس (انظر يو21). "لقد جلب الحزن الذي بحسب الله توبة"، وتم استرداد علاقته بيسوع. لقد تحرر من ذنبه ومن عاره، ومضى ليصبح قائداً عظيماً مقدساً قوياً وممسوحاً لكنيسة المسيح.
لست بحاجة لأن تمضي مثقلا بالذنب والعار بسبب خطايا أو أخطاء الماضي. أولئك الذين حررهم يسوع هم بالحق أحرار (يو36:8). مهما بلغت كثرة ما أفسدت من أمور,فلم يفت الوقت بعد.استجب كما فعل بطرس,فربما لك مستقبل عظيم في انتظارك في خدمة يسوع.
صلاة
أشكرك يا رب لأنك قُيدت لكي تحررني من خطيتي وذنبي وعاري وإدماني ومخاوفي وفشلي. إذا فشلت ساعدني دائما لأرجع إليك "بحزن بحسب مشيئة الله... الذي يؤدي إلى خلاص بلا ندامة".
الخُروجُ 9:1-10:29
ضربة البرد
1 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «ادخُلْ إلَى فِرعَوْنَ وقُلْ لهُ: هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
2 فإنَّهُ إنْ كُنتَ تأبَى أنْ تُطلِقَهُمْ وكُنتَ تُمسِكُهُمْ بَعدُ،
3 فها يَدُ الرَّبِّ تكونُ علَى مَواشيكَ الّتي في الحَقلِ، علَى الخَيلِ والحَميرِ والجِمالِ والبَقَرِ والغَنَمِ، وبأً ثَقيلًا جِدًّا.
4 ويُمَيِّزُ الرَّبُّ بَينَ مَواشي إسرائيلَ ومَواشي المِصريّينَ. فلا يَموتُ مِنْ كُلِّ ما لبَني إسرائيلَ شَيءٌ».
5 وعَيَّنَ الرَّبُّ وقتًا قائلًا: «غَدًا يَفعَلُ الرَّبُّ هذا الأمرَ في الأرضِ».
6 ففَعَلَ الرَّبُّ هذا الأمرَ في الغَدِ. فماتَتْ جميعُ مَواشي المِصريّينَ. وأمّا مَواشي بَني إسرائيلَ فلَمْ يَمُتْ مِنها واحِدٌ.
7 وأرسَلَ فِرعَوْنُ وإذا مَواشي إسرائيلَ لَمْ يَمُتْ مِنها ولا واحِدٌ. ولكن غَلُظَ قَلبُ فِرعَوْنَ فلَمْ يُطلِقِ الشَّعبَ.
ضربة الدمامل
8 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى وهارونَ: «خُذا مِلءَ أيديكُما مِنْ رَمادِ الأتونِ، وليُذَرِّهِ موسَى نَحوَ السماءِ أمامَ عَينَيْ فِرعَوْنَ،
9 ليَصيرَ غُبارًا علَى كُلِّ أرضِ مِصرَ. فيَصيرَ علَى النّاسِ وعلَى البَهائمِ دَمامِلَ طالِعَةً ببُثورٍ في كُلِّ أرضِ مِصرَ».
10 فأخَذا رَمادَ الأتونِ ووقَفا أمامَ فِرعَوْنَ، وذَرّاهُ موسَى نَحوَ السماءِ، فصارَ دَمامِلَ بُثورٍ طالِعَةً في النّاسِ وفي البَهائمِ.
11 ولَمْ يَستَطِعِ العَرّافونَ أنْ يَقِفوا أمامَ موسَى مِنْ أجلِ الدَّمامِلِ، لأنَّ الدَّمامِلَ كانتْ في العَرّافينَ وفي كُلِّ المِصريّينَ.
12 ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلَمْ يَسمَعْ لهُما، كما كلَّمَ الرَّبُّ موسَى.
ضربة البرد
13 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «بَكِّرْ في الصّباحِ وقِفْ أمامَ فِرعَوْنَ وقُلْ لهُ: هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
14 لأنّي هذِهِ المَرَّةَ أُرسِلُ جميعَ ضَرَباتي إلَى قَلبِكَ وعلَى عَبيدِكَ وشَعبِكَ، لكَيْ تعرِفَ أنْ ليس مِثلي في كُلِّ الأرضِ.
15 فإنَّهُ الآنَ لو كُنتُ أمُدُّ يَدي وأضرِبُكَ وشَعبَكَ بالوَبإ، لكُنتَ تُبادُ مِنَ الأرضِ.
16 ولكن لأجلِ هذا أقَمتُكَ، لكَيْ أُريَكَ قوَّتي، ولكي يُخبَرَ باسمي في كُلِّ الأرضِ.
17 أنتَ مُعانِدٌ بَعدُ لشَعبي حتَّى لا تُطلِقَهُ.
18 ها أنا غَدًا مِثلَ الآنَ أُمطِرُ بَرَدًا عظيمًا جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثلُهُ في مِصرَ منذُ يومِ تأسيسِها إلَى الآنَ.
19 فالآنَ أرسِلِ احمِ مَواشيَكَ وكُلَّ ما لكَ في الحَقلِ. جميعُ النّاسِ والبَهائمِ الّذينَ يوجَدونَ في الحَقلِ ولا يُجمَعونَ إلَى البُيوتِ، يَنزِلُ علَيهِمِ البَرَدُ فيَموتونَ».
20 فالّذي خافَ كلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ عَبيدِ فِرعَوْنَ هَرَبَ بعَبيدِهِ ومَواشيهِ إلَى البُيوتِ.
21 وأمّا الّذي لَمْ يوَجِّهْ قَلبَهُ إلَى كلِمَةِ الرَّبِّ فترَكَ عَبيدَهُ ومَواشيَهُ في الحَقلِ.
22 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحوَ السماءِ ليكونَ بَرَدٌ في كُلِّ أرضِ مِصرَ: علَى النّاسِ وعلَى البَهائمِ وعلَى كُلِّ عُشبِ الحَقلِ في أرضِ مِصرَ».
23 فمَدَّ موسَى عَصاهُ نَحوَ السماءِ، فأعطَى الرَّبُّ رُعودًا وبَرَدًا، وجَرَتْ نارٌ علَى الأرضِ، وأمطَرَ الرَّبُّ بَرَدًا علَى أرضِ مِصرَ.
24 فكانَ بَرَدٌ، ونارٌ مُتَواصِلَةٌ في وسَطِ البَرَدِ. شَيءٌ عظيمٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثلُهُ في كُلِّ أرضِ مِصرَ منذُ صارَتْ أُمَّةً.
25 فضَرَبَ البَرَدُ في كُلِّ أرضِ مِصرَ جميعَ ما في الحَقلِ مِنَ النّاسِ والبَهائمِ. وضَرَبَ البَرَدُ جميعَ عُشبِ الحَقلِ وكسَّرَ جميعَ شَجَرِ الحَقلِ.
26 إلّا أرضَ جاسانَ حَيثُ كانَ بَنو إسرائيلَ، فلَمْ يَكُنْ فيها بَرَدٌ.
27 فأرسَلَ فِرعَوْنُ ودَعا موسَى وهارونَ وقالَ لهُما: «أخطأتُ هذِهِ المَرَّةَ. الرَّبُّ هو البارُّ وأنا وشَعبي الأشرارُ.
28 صَلّيا إلَى الرَّبِّ، وكفَى حُدوثُ رُعودِ اللهِ والبَرَدُ، فأُطلِقَكُمْ ولا تعودوا تلبَثونَ».
29 فقالَ لهُ موسَى: «عِندَ خُروجي مِنَ المدينةِ أبسِطُ يَدَيَّ إلَى الرَّبِّ، فتنقَطِعُ الرُّعودُ ولا يكونُ البَرَدُ أيضًا، لكَيْ تعرِفَ أنَّ للرَّبِّ الأرضَ.
30 وأمّا أنتَ وعَبيدُكَ فأنا أعلَمُ أنَّكُمْ لَمْ تخشَوْا بَعدُ مِنَ الرَّبِّ الإلهِ».
31 فالكَتّانُ والشَّعيرُ ضُرِبا. لأنَّ الشَّعيرَ كانَ مُسبِلًا والكَتّانُ مُبزِرًا.
32 وأمّا الحِنطَةُ والقَطانيُّ فلَمْ تُضرَبْ لأنَّها كانتْ مُتأخِّرَةً.
33 فخرجَ موسَى مِنَ المدينةِ مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ وبَسَطَ يَدَيهِ إلَى الرَّبِّ، فانقَطَعَتِ الرُّعودُ والبَرَدُ ولَمْ يَنصَبَّ المَطَرُ علَى الأرضِ.
34 ولكن فِرعَوْنُ لَمّا رأى أنَّ المَطَرَ والبَرَدَ والرُّعودَ انقَطَعَتْ، عادَ يُخطِئُ وأغلَظَ قَلبَهُ هو وعَبيدُهُ.
35 فاشتَدَّ قَلبُ فِرعَوْنَ فلَمْ يُطلِقْ بَني إسرائيلَ، كما تكلَّمَ الرَّبُّ عن يَدِ موسَى.
ضربة الظلام
1 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «ادخُلْ إلَى فِرعَوْنَ، فإنّي أغلَظتُ قَلبَهُ وقُلوبَ عَبيدِهِ لكَيْ أصنَعَ آياتي هذِهِ بَينَهُمْ.
2 ولكي تُخبِرَ في مَسامِعِ ابنِكَ وابنِ ابنِكَ بما فعَلتُهُ في مِصرَ، وبآياتي الّتي صَنَعتُها بَينَهُمْ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ».
3 فدَخَلَ موسَى وهارونُ إلَى فِرعَوْنَ وقالا لهُ: «هكذا يقولُ الرَّبُّ إلهُ العِبرانيّينَ: إلَى مَتَى تأبَى أنْ تخضَعَ لي؟ أطلِقْ شَعبي ليَعبُدوني.
4 فإنَّهُ إنْ كُنتَ تأبَى أنْ تُطلِقَ شَعبي ها أنا أجيءُ غَدًا بجَرادٍ علَى تُخومِكَ،
5 فيُغَطّي وجهَ الأرضِ حتَّى لا يُستَطاعَ نَظَرُ الأرضِ. ويأكُلُ الفَضلَةَ السّالِمَةَ الباقيَةَ لكُمْ مِنَ البَرَدِ. ويأكُلُ جميعَ الشَّجَرِ النّابِتِ لكُمْ مِنَ الحَقلِ.
6 ويَملأُ بُيوتك وبُيوتَ جميعِ عَبيدِكَ وبُيوتَ جميعِ المِصريّينَ، الأمرُ الّذي لَمْ يَرَهُ آباؤُكَ ولا آباءُ آبائكَ منذُ يومَ وُجِدوا علَى الأرضِ إلَى هذا اليومِ». ثُمَّ تحَوَّلَ وخرجَ مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ.
7 فقالَ عَبيدُ فِرعَوْنَ لهُ: «إلَى مَتَى يكونُ هذا لنا فخًّا؟ أطلِقِ الرِّجالَ ليَعبُدوا الرَّبَّ إلهَهُمْ. ألَمْ تعلَمْ بَعدُ أنَّ مِصرَ قد خَرِبَت؟».
8 فرُدَّ موسَى وهارونُ إلَى فِرعَوْنَ، فقالَ لهُما: «اذهَبوا اعبُدوا الرَّبَّ إلهَكُمْ. ولكن مَنْ ومَنْ هُمُ الّذينَ يَذهَبونَ؟»
9 فقالَ موسَى: «نَذهَبُ بفِتيانِنا وشُيوخِنا. نَذهَبُ ببَنينا وبَناتِنا، بغَنَمِنا وبَقَرِنا، لأنَّ لنا عيدًا للرَّبِّ».
10 فقالَ لهُما: «يكونُ الرَّبُّ معكُمْ هكذا كما أُطلِقُكُمْ وأولادَكُمُ. انظُروا، إنَّ قُدّامَ وُجوهِكُمْ شَرًّا.
11 ليس هكذا. اِذهَبوا أنتُمُ الرِّجالَ واعبُدوا الرَّبَّ. لأنَّكُمْ لهذا طالِبونَ». فطُرِدا مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ.
12 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «مُدَّ يَدَكَ علَى أرضِ مِصرَ لأجلِ الجَرادِ، ليَصعَدَ علَى أرضِ مِصرَ ويأكُلَ كُلَّ عُشبِ الأرضِ، كُلَّ ما ترَكَهُ البَرَدُ».
13 فمَدَّ موسَى عَصاهُ علَى أرضِ مِصرَ، فجَلَبَ الرَّبُّ علَى الأرضِ ريحًا شَرقيَّةً كُلَّ ذلكَ النَّهارِ وكُلَّ اللَّيلِ. ولَمّا كانَ الصّباحُ، حَمَلَتِ الرّيحُ الشَّرقيَّةُ الجَرادَ،
14 فصَعِدَ الجَرادُ علَى كُلِّ أرضِ مِصرَ، وحَلَّ في جميعِ تُخومِ مِصرَ. شَيءٌ ثَقيلٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ قَبلهُ جَرادٌ هكذا مِثلهُ، ولا يكونُ بَعدَهُ كذلكَ،
15 وغَطَّى وجهَ كُلِّ الأرضِ حتَّى أظلَمَتِ الأرضُ. وأكلَ جميعَ عُشبِ الأرضِ وجميعَ ثَمَرِ الشَّجَرِ الّذي ترَكَهُ البَرَدُ، حتَّى لَمْ يَبقَ شَيءٌ أخضَرُ في الشَّجَرِ ولا في عُشبِ الحَقلِ في كُلِّ أرضِ مِصرَ».
16 فدَعا فِرعَوْنُ موسَى وهارونَ مُسرِعًا وقالَ: «أخطأتُ إلَى الرَّبِّ إلهِكُما وإلَيكُما.
17 والآنَ اصفَحا عن خَطيَّتي هذِهِ المَرَّةَ فقط، وصَلّيا إلَى الرَّبِّ إلهِكُما ليَرفَعَ عَنّي هذا الموتَ فقط».
18 فخرجَ موسَى مِنْ لَدُنْ فِرعَوْنَ وصَلَّى إلَى الرَّبِّ.
19 فرَدَّ الرَّبُّ ريحًا غَربيَّةً شَديدَةً جِدًّا، فحَمَلَتِ الجَرادَ وطَرَحَتهُ إلَى بحرِ سوفَ. لَمْ تبقَ جَرادَةٌ واحِدَةٌ في كُلِّ تُخومِ مِصرَ.
20 ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلَمْ يُطلِقْ بَني إسرائيلَ.
ضربة الظلام
21 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ لموسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحوَ السماءِ ليكونَ ظَلامٌ علَى أرضِ مِصرَ، حتَّى يُلمَسُ الظَّلامُ».
22 فمَدَّ موسَى يَدَهُ نَحوَ السماءِ فكانَ ظَلامٌ دامِسٌ في كُلِّ أرضِ مِصرَ ثَلاثَةَ أيّامٍ.
23 لَمْ يُبصِرْ أحَدٌ أخاهُ، ولا قامَ أحَدٌ مِنْ مَكانِهِ ثَلاثَةَ أيّامٍ. ولكن جميعُ بَني إسرائيلَ كانَ لهُمْ نورٌ في مَساكِنِهِمْ.
24 فدَعا فِرعَوْنُ موسَى وقالَ: «اذهَبوا اعبُدوا الرَّبَّ. غَيرَ أنَّ غَنَمَكُمْ وبَقَرَكُمْ تبقَى. أولادُكُمْ أيضًا تذهَبُ معكُمْ».
25 فقالَ موسَى: «أنتَ تُعطي أيضًا في أيدينا ذَبائحَ ومُحرَقاتٍ لنَصنَعَها للرَّبِّ إلهِنا،
26 فتذهَبُ مَواشينا أيضًا معنا. لا يَبقَى ظِلفٌ. لأنَّنا مِنها نأخُذُ لعِبادَةِ الرَّبِّ إلهِنا. ونَحنُ لا نَعرِفُ بماذا نَعبُدُ الرَّبَّ حتَّى نأتيَ إلَى هناكَ».
27 ولكن شَدَّدَ الرَّبُّ قَلبَ فِرعَوْنَ فلَمْ يَشأْ أنْ يُطلِقَهُمْ.
28 وقالَ لهُ فِرعَوْنُ: «اذهَبْ عَنّي. اِحتَرِزْ. لا ترَ وجهي أيضًا. إنَّكَ يومَ ترَى وجهي تموتُ».
29 فقالَ موسَى: «نِعِمّا قُلتَ. أنا لا أعودُ أرَى وجهَكَ أيضًا».
تعليق
استخدم حريتك لعبادة الله
في خدمة الله نجد الحرية التامة. لقد خلقت لتعبد وتخدم الله. هذا هو الغرض من وجودك.
كتب البابا بندكت السادس عشر (عندما كان لا يزال الكاردينال راتزينجر)، "تبين أن الهدف الوحيد من الخروج هو العبادة ... وقد أعطيت الأرض للشعب لتكون مكانا لعبادة الإله الحقيقي... الحرية لتقديم عبادة صحيحة لله، تبدو، في المواجهة مع فرعون، الغرض الوحيد للخروج، وبالحق هو ذلك عينه".
مرة أخرى، في تاريخ شعب إسرائيل، نرى ظلال لخطة الله للخلاص. نرى خطته ليحرر شعبه من العبودية بواسطة موسى. ويقول الله مرات ومرات كلمات تتفق مع هذه الأفكار لموسى: "ادْخُلْ الَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الَهُ الْعِبْرَانِيِّينَ اطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي" (1:9).
ويعطي لفرعون فرصا كثيرة جدا. مرارا وتكرارا يتكلم موسى بكلمات الله إليه: "اطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي" (13:9؛ 3:10، 7). أو كما تترجمها ترجمة الرسالة، "أطلق شعبي بحيث يمكنهم أن يعبدوني".
يستوعب العالم "أعمالنا الحسنة" ولكنه لا يرى أهمية عبادتنا. يتهمهم فرعون بكونهم كسالى ويرى العبادة على أنها بديل للعمل (17:5-18). لكن العبادة هي أسمى غرض وعمل لنا – في الواقع، الكلمة العبرية المترجمة "عبادة أو يعبد" في هذه الفقرة هي (avad، ع فاد)، ويمكن أن تترجم بكلا المعنيين العبادة والعمل.
الله يحبك. وهو لا يريد لأي إنسان أن يهلك، بل أن يأتي الجميع إلى التوبة (2بط9:3). الطريقة الوحيدة التي نهلك بها هي إن قسينا قلوبنا مثل فرعون وتجاهلنا كل العلامات التحذيرية التي يضعها الله في طريقنا. كان الكبرياء هو الأصل في خطية فرعون. كلما رفض، كلما كان من الأصعب أن يغير تفكيره بدون فقدان مظهره وهيبته. كن مستعدا لأن تعترف باقترافك أخطاء بدلا من المضي في الاتجاه الخطأ بغض النظر عن النتائج.
رغبة الله لشعبه هي أن يتحرر ليعبده كل حياته, فهو يريد أن يحررك من الذنب والعار والخطية والإدمان والخوف. يريد أن يحررك لتحبه وتخدمه وتعبده.
صلاة
أشكرك يا رب لأنك قلت "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو36:8). ليتني أستخدم حريتي لأعبدك وأخدمك.
تعليق من بيبا
خر20:9
"فَالَّذِي خَافَ كَلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ هَرَبَ بِعَبِيدِهِ وَمَوَاشِيهِ الَى الْبُيُوتِ".
يمكن أن يكون للناس قلب قاس جدا: برغم كم الآيات والعلامات التي أظهرت لهم، فبعض الناس لن يؤمنوا. ولكن حتى في أكثر الأماكن غير المحتملة يوجد أشخاص يتجاوبون مع الله.
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى The Bible with Nicky and Pippa Gumbel الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.
المراجع
Solomon Northup, Twelve Years a Slave, (London: Sampson Low, Son & Company, 1853)
Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.
Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.